اختتم مجلس النواب، عشية اليوم الاثنين، دورته الخريفية، وسط حالة من العطالة المستمرة التي رافقت نواب الأمة منذ انتخابهم في السابع من أكتوبر الماضي، في ظل استمرار "بلوكاج" مشاورات تشكيل الحكومة الذي دخل شهره الخامس. وأنهى البرلمان، في جلسة عمومية، أشغال دورته بعد أربعة أشهر من العطالة. وتمثل أهم إنجاز، بحسب رئيس المجلس الحبيب المالكي، في هذه الدورة، في "الدراسة والتصويت على مشروع القانون الذي صادق مجلس النواب بموجبه على الميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي". ولم يفوت رئيس الغرفة الأولى، الذي يشغل رئاسة اللجنة الإدارية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فرصة اعتلائه منصة مجلس النواب دون "تقطير الشمع" على رئيس الحكومة المعين، عبد الإله بنكيران، الذي يفرض اليوم "فيتو" على دخول حزب "الوردة" الحكومة التي كلفه الملك بتشكيلها. وفي هذا الصدد، قال المالكي: "إن هذا الوضع الجديد قد أبرز وتيرتين متباينتين؛ الأولى ترتبط بالدينامية الكبرى التي انخرط فيها المغرب الدبلوماسي بما تتسم به من نجاعة وفعالية وما أفضت إليه من نتائج ملموسة، والوتيرة الأخرى المغرب السياسي الذي يلاحظ أنه لا يواكب الإيقاع نفسه"، واعتبر ذلك "مفارقة قد تكون لها في حال استمرارها مضاعفات على طموحاتنا جميعا". وأضاف رئيس مجلس النواب أن هذا الوضع "يقتضي أن نرتقي بالأوضاع السياسية الداخلية إلى مستوى النجاعة والفعالية التي تميز المبادرات الدبلوماسية التي يقودها الملك دفاعا عن ثوابت الأمة"، مسجلا أن "الجميع كنا في الموعد مع التاريخ حينما صوتنا بالإجماع على القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي". "لا ينبغي ولا يحق لنا أن نخلف موعد اليوم وغدا في اتجاه مواجهة التحديات التي تنتظرنا في هذا السياق؛ إذ علينا أن لا نجعل من الزمن السياسي خصما، بل شريكا وحليفا لتحصين المكتسبات ومواجهة التحديات"، يقول المالكي. وأضاف: "لست في حاجة إلى التذكير بحجم هذه التحديات وخطورتها؛ حيث فاقمت الأوضاع في محيطنا الشمال الإفريقي وفي الشرق الأوسط وإفريقيا جنوب الصحراء من المخاطر الأمنية وعولمة الإرهاب وانتشار خطاب التطرف والتشدد"، مشيرا إلى أن ذلك "ساهم في انهيار الدولة في بعض البلدان وفي الفوضى وازدهار تجارة السلاح وتهريب البشر والجريمة المنظمة وكل الممنوعات".