ألقت أجهزة الأمن السعودية، الجمعة الماضية، القبض على مواطن سعودي بمنطقه المسعى في الحرم المكي الشريف، بعد ادعائه أنه المهدي المنتظر. وكان الشاب البالغ من العمر 36 عاما ويرتدي ثوبا وشماغا صدح بصوته بعد فراغ المصلين من أداء فريضة المغرب، مناديا من على سطح المسجد الحرام، بجوار قبة الصفا، بأنه المهدي المنتظر وأنه رسول بعث لكي يهديهم. وقال الناطق الإعلامي لشرطة العاصمة المقدسة، المقدم زكي الرحيلي، إن المواطن قام بالصراخ حيث لم يكن بحوزته ميكرفون وإن صراخه لم يتعد حدود المنطقة المحيطة به، وأضاف، إنه جرى اتخاذ الإجراءات اللازمة بإرساله لمستشفى الصحة النفسية وإن التحقيقات ما زالت جارية. وذكرت مصادر صحيفة "عكاظ" أن الشاب ظهر عليه الهدوء أثناء التحقيق معه في مخفر الحرم، حيث ادعى أنه أرسل لكي يهدي الناس، وأوضحت المصادر، أنه قد يعاني من اعتلال نفسي وأنه سيتم عرضه على مستشفى الصحة النفسية للتأكد من قواه العقلية. وكشفت المصادر، أن الشاب ليس من سكان العاصمة المقدسة وقدم إلى مكةالمكرمة مع أسرته لأداء العمرة. هذا ووضحت مصادر قضائية سعودية أن العقوبات التي تصدر على من يدعي أنه المهدي المنتظر هي عقوبات تعزيرية، يقدرها القاضي ناظر القضية وفق ملابساتها وظروفها. وقالت المصادر: إن المحكمة تأخذ بعين الاعتبار موضوع فحص القوى العقلية للمتهمين، لا سيما أن هناك أمراضا نفسية يصاب بها الإنسان لكنها لا توقف عنه العقوبة. وأضافت: «إن محكمة جدة استقبلت ثلاث حالات خلال عامين مضت من 2009 حتى اليوم يدعي فيها أشخاص أنهم المهدي المنتظر، وصدرت عقوبات تعزيرية بحقهم وأيدت من محكمة الاستئناف، اثنين لسعوديين وثالث لغيني جرى ترحيله عقب انقضاء العقوبة». وتابعت المصادر أن محكمة الاستئناف أيدت الحكم الذي أصدرته المحكمة الجزئية في جدة على مقيم غيني عمره 68 عاما بالسجن عاما وجلده 600 جلدة عقب إدانته بما نسب إليه شرعا بزعمه أنه المهدي المنتظر، حيث ضبطت الجهات المختصة أحد المقيمين من الجنسية الغينية بتهمة الترويج لنفسه على أنه «المهدي المنتظر»، ما جعل المدعي العام يطالب المحكمة بتعزيره جراء كذبه ودجله على الناس الأمر الذي جعل قاضي المحكمة يحكم بالسجن سنة من تاريخ إيقافه وجلده 60 جلدة مكررة عشر مرات بين كل مرة والأخرى 10 أيام.