كشف مسؤول برلماني جزائري شارك بمعية وفد من بلاده في لقاء مع أعضاء من الكونغرس الأمريكي بالعاصمة واشنطن، نهاية الأسبوع الماضي، إمكانية تدخل الإدارة الأمريكيةالجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب في "حلحلة" نزاع الصحراء، الذي ظل موقف البيت الأبيض منه محايدا بدعم المسار الأممي الهادف إلى التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم يحظى بقبول الطرفين. وأوضح النائب الجزائري، المدعو جمال بوراس، في تصريحات صحافية نقلتها جريدة الشروق الجزائرية، أن من القضايا التي تم التطرق لها في اللقاء، الذي يرجح أن يكون دار على هامش حفل الفطور السنوي بالكونغرس الأمريكي، "قضية الصحراء الغربية والأزمة الليبية، التي عبر المسؤولون الأمريكيون عن سعيهم إلى إيجاد مخرج لها، باعتبارها أحد الملفات العالقة في منطقة شمال إفريقيا"، وفق تعبيره. وقال المسؤول ذاته إنه "من غير المستبعد قيام مسؤولين أمريكيين ببرمجة زيارات إلى المنطقة على المدى القريب من أجل حلحلة الملف المتنازع عليه بين المغرب والجبهة الانفصالية"، معبرا في الوقت ذاته عن رفض الجزائر إقحامها في هذا الصراع واعتبارها طرفا فيه من طرف وسائل الإعلام المغربية، في وقت لا تملك فيه إلا رؤية في المسألة العالقة وتدعو إلى تحريكها منذ سنوات. الوفد البرلماني الجزائري ناقش أيضا مع أعضاء الكونغرس الأمريكي، المؤسسة الدستورية الأولى في الولاياتالمتحدة، حسب ما أوردته صحيفة الشروق، بعض الملفات الكبرى ذات الاهتمام المشترك، في مقدمتها الهجرة السرية ومحاربة الإرهاب، قبل أن تزيد على لسان مسؤول بلادها بالقول: "المسؤولون الأمريكيون وصلوا إلى قناعة بأن الجزائر حليف إستراتيجي وضامن للاستقرار والأمن الإقليمي في المنطقة، رغم الهزات التي مست عدة بلدان". وفي استمرار لمحاولة منافسة المغرب على دور الوساطة في ملف الأزمة الليبية، بعد ما احتضنت المملكة سابقا المفاوضات بين الأطراف الليبية بمدينة الصخيرات المتوجة بإبرام اتفاق وصف ب"التاريخي"، أكد بوراس وجود استعداد لدى المسؤولين الأمريكيين للتعاون مع الجارة الشرقية، خاصة في الملف الليبي، "الذي ترافع الجزائر لحله وفق مقاربة تقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد الجار الذي يعاني ظروفا أمنية صعبة عقب سقوط نظام معمر القذافي"، على حد قوله. عبد الفتاح البلعمشي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، اعتبر أن التصريحات الصادرة عن المسؤول الجزائري "جرعة من خطاب مغلوط حول أمجاد مفقودة؛ خصوصا بعد الالتباس الذي أصاب الرأي العام والصحافة الجزائرية حول الموقع الفعلي للجزائر كقوة إقليمية وقوة سياسية، وخاصة بعد التدابير والتحركات التي أفضت إلى عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي"، وفق تعبيره. واستغرب البلعمشي، في تصريح لهسبريس، نبرة هذه التصريحات التي تحيل على ما يشبه "الفتح المبين للدبلوماسية البرلمانية للجزائر"، مضيفا أن الأمر يتعلق بمحاولة ل"تصوير أن هناك اعتمادا كليا من الولاياتالمتحدة على الجزائر كحليف إستراتيجي وحيد وقوي بالمنطقة". وزاد مدير المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات بالرباط: "قياس وتقدير العلاقات بين الدول لا يعبر عنه فقط بالكلام والتصريحات وإنما بالمواقف الرسمية عبر اتخاذ قرارات أو التراجع عن اتخاذ قرارات حول القضايا المطروحة"، مستطردا بأن مسألة تغيير الموقف غير مطروحة حاليا بالنسبة للإدارة الأمريكية.