English is also a communication tool in the African continent L'anglais est aussi un outil de communication dans le continent Africain El Inglés es también una herramienta de comunicación en el continente Africano أضحى تعلم لغة أو لغات أخرى أجنبية (Target Language: TL) إلى جانب اللغة الأولى/الأم (Mother Tongue: L1) ضرورة من الضرورات الحتمية في هذا العصر، لهذا أصبحت الوزارات المعنية بالتربية والتعليم حريصة على إدماج اللغات الأجنبية في المنظومة التعليمية، كما اتجهت أنظار التربويين والإداريين والسياسيين، بالإضافة إلى أولياء الأمور والمنظرين إلى التأكيد بل والتشديد على ضرورة وأهمية تعلم اللغات الأجنبية. وبإلقاء نظرة وجيزة على السياسات التربوية في المغرب، نجد اهتماما متزايدا لتعلم اللغات الأجنبية في مراحل عمرية مختلفة، كما يلاحظ أن الاهتمام بتعليم اللغة الإنجليزية في تزايد وتم إدراجه في سن مبكرة جدا بدلا من السلك الثانوي وخاصة في المدارس الحرة. ولا يفوتنا أن نشير هنا أن الأمر لا يقتصر على المغرب فحسب، بل أصبح ظاهرة في العديد من بلدان العالم. فمثلا اتجه الاتحاد الأوروبي إلى تدريس لغتين أجنبيتين إلى جانب اللغة الأولى/الأم منذ مراحل عمرية مبكرة. غير أن بعض المغاربة أنفسهم قد يجهلون حقيقة أن الله تعالى حباهم بموهبة تعلم اللغات الأجنبية وذلك راجع إلى المخزون اللغوي بهذا البلد (Linguistic Diversity) وكذلك إلى اختلاف الموروث الثقافي، بالإضافة إلى موقع بلدنا الجغرافي الهائل والذي جعله على أبواب أوروبا وصلة وصل بين أوروبا وبلدان أفريقيا. وقد فرضت اللغة الفرنسية والإسبانية نفسهما على المغرب بحكم القرب وكذلك الحقبة الاستعمارية، وبحكم تعاملنا وعلاقتنا الوطيدة مع البلدان الفرنكوفونية، لكن هذا لم يمنع المغاربة من تعلم لغات أخرى كاللغة الإنجليزية والألمانية والروسية بل وحتى العبرية. كما أن ازدواجية اللغة الأم (Bilingualism) لدى العديد من سكان المغرب كاللغة الأمازيغية والعربية أدى إلى سهولة استيعاب وإتقان اللغات الأجنبية لدى أولئك. وساهم تعلم اللغات الأجنبية في التعرف على ثقافات أخرى كوسيلة لتوصيل ثقافتنا إلى الغير. والجدير بالذكر أن المغاربة حريصون على تعلم اللغة العربية نظرا لارتباطها الوثيق بموروثهم الديني والثقافي. وضعية تعلم اللغات بالمغرب قديما وحديثا: ظل المغرب متشبثا بالتعليم الأصيل لعدة عقود، فكان التركيز على تعلم اللغة العربية الفصحى (اللغة التي نزل بها القرآن الكريم)، فكان الطلاب يعتكفون على حفظ القرآن الكريم ثم التوجه إلى دراسة العلوم الإسلامية وكذلك الإنسانية. وبما أن القرآن الكريم هو المرجع الفصيح والصحيح، الذي تكفل ربنا عز وجل بحفظه، لإتقان اللغة العربية الفصحى، ساعد ذلك الطلاب في الإبحار لنهل العلوم الأخرى وبالشكل الصحيح. وعند دخول المدرسة الحديثة على يد الاستعمار الفرنسي والإسباني، لم يتخلى المغرب على نمط التعليم العتيق، بل ظل موازيا للتعليم الحديث، وأُطلق عليه مصطلح "التعليم الأصيل". وبحكم موقع المغرب الجغرافي، كان تعلم لغات القوم الذين هم خلف البحر الأبيض المتوسط شيء ضروريا إما لأمور سياسية أو اقتصادية، أو بكل بساطة لاتقاء شرهم. وما أن وطء المستعمر أرض المغرب حتى أصبحت ازدواجية اللغة شيء حتمي، فتعلم العرب لغة ثانية كالفرنسية أو الإسبانية، وظفر الأمازيغ بلغة ثالثة إلى جانب اللغة الأمازيغية والعربية (لدى العديد منهم). كما أصبح إتقان اللغة الفرنسية مثلا وسيلة لتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للفرد ولعائلته نظرا لتوفر فرص الشغل من خلال اللغة. وللإشارة فقط فقد أكدت الجهة المعنية بالتعليم في فترة الاستقلال على تعلم اللغة العربية أولا (في السنة الأولى والثانية من التعليم الابتدائي)، ولم يُشرع في تعليم اللغة الفرنسية إلا في السنة الثالثة ابتدائي (أي ما كان يسمى بقسم الابتدائي الثاني). ولعل في ذلك حكمة: أي ترويض التلميذ على الحروف الهجائية باللغة العربية وترويضه على مخارج الحروف والتدريب على الخط أو الكتابة وترسيخ بعض المبادئ التعليمية الأولية، ثم تهيئة التلميذ نفسيا لتلقي لغة أجنبية وحروف هجائية أنجلو سكسونية (Anglo-Saxon). وقد عاش المغرب طوال تلك الحقب المتتالية مناظرات ونقاشات ومقترحات عدة تتعلق بتعريب التعليم، وطبقت تلك السياسة في مراحل التعليم ما عدا المرحلة الجامعية. ويعزو البعض فشل المنظومة التربوية والتعليمية في تحقيق نتائج عالية فيما يخص تعليم اللغات الأجنبية كالفرنسية مثلا إلى تعريب بعض المواد العلمية التي كانت تُدرّس باللغة الفرنسية حيث كانت تلك العملية تُثري الحصيلة اللغوية وكمية المفردات المتلقية لدى الطلاب. وأما التيارات الأخرى فتعلل سبب "الفشل" إلى عدم أخذ موضوع التعريب بطريقة شمولية صحيحة. وعلى أية حال، لسنا في محل توجيه اللوم لأحد بقدر ما نحن نطمح إلى وجود صيغة سليمة ومجدية تُفضي إلى اتقان اللغة العربية (أو الأمازيغية) كلغة أم أولا ثم اللغات الأخرى. أهمية اللغة الإنجليزية في العصر الحديث: فرضت اللغة الإنجليزية نفسها في هذا العصر الحديث على بقاع شتى في العالم. وكما حرص الفرنسيون على دعم البلدان الفرنكوفونية للحفاظ على مكانة اللغة الفرنسية، سعى الإسبان إلى مثل ذلك سواء في بعض بلدان أفريقيا وأمريكا اللاتينية أو غيرها، وسار على دربهم الألمان، أما بريطانيا وأمريكا وكندا فقد ساعدهم انتشار مراجع العلوم والبحث العلمي ولغة التجارة والصناعة والتكنولوجيا والتواصل إلى بسط اللغة الإنجليزية بشكل عالمي. وبذلك انقسم تعليم اللغة الإنجليزية إلى لغة عامة (General English: EFL) ولغة إنجليزية مهنية (English For Specific Purposes: ESP) ولغة إنجليزية تجارية (Business English). كما بدأت مؤخراً اللغة الصينية تحظى بالاهتمام البالغ من طرف شعوب شتى، وكذلك اللغة اليابانية التي بدأت تفرض نفسها على مؤسسات تعليمية عديدة في البلدان التي تنبأت بأنه سوف يكون لتلكما اللغتين بالإضافة إلى اللغة العربية شأنا كبيرا في المستقبل. وكما يقول المثل: (رب ضارة نافعة) فقد عرفت اللغة العربية هي أيضاً انتشاراً ملحوظاً ولا يُستهان به في السنوات الأخيرة وبدأت تُدرّس في العديد من المؤسسات التعليمية والجامعات بعد الهالة الإعلامية التي شهدها العالم الإسلامي بسبب الحروب المتتالية في عدة بلدان في الشرق الأوسط وغيره كحرب الخليج على سبيل المثال، ومشكلة الربيع العربي والحرب على سوريا واليمن وغيرها من الفتن الأخرى. ويبقى الهاجس الكبير لدى كثير من عامة الناس والسؤال المطروح دوما هو: كيف نتعلم تلك اللغات الأجنبية بسرعة أو في وقت وجيز؟. وبما أننا نعيش في عصر السرعة فقد أضحت هذه الظاهرة أو المعتقد طاغياً على حياتنا اليومية، فأصبح الناس يستعجلون في كل شيء. وبحكم الخبرة، ومن منطلق الواقع في الشرق الأوسط بالذات، فكثيرا ما يسألنا البعض إذا ما كانت هنالك "وصفة" (على حد قولهم) تتيح لهم تعلم اللغة الإنجليزية على سبيل المثال بسرعة !!! ولا عجب في ذلك فنحن نعيش في عالم "الخلطات" لكل شيء، ولا غرابة في إقحام ذلك المفهوم حتى في طلب العلم!!!. كما أصبح التعجل طاغيا على كل شيء في نمط حياتنا العصرية: على كلامنا وعلى معاملاتنا مع الغير، وحتى على طريقة أكلنا وشربنا ومواعيدنا. وبعبارة أخرى أصبحنا نحب الاختصار في كل شيء ونحبذ كل ما هو "موجز" (أخبار موجزة، اجتماعات موجزة، كتب موجزة، وتعليم موجز!)، لذا أصبحنا نستعجل حتى في تلقي العلم ونريد أن نتعلم كل شيء في أيام معدودات بل لو أمكن ذلك في ساعات أو دقائق وجيزة بحجة ضيق الوقت!!! وبعبارة أخرى أصبح مفهوم الدراسة حتى هو معلب. وبحسب ما سار عليه الرعيل الأول من المسلمين والعلماء والباحثين العرب وغيرهم من الأمم والحضارات الأخرى، فإن التبحر في نهل العلم والمعرفة كان هو السمة المعهودة، إذ كان الناس يشدون الرحال إلى الأمصار البعيدة طلبا للعلم، مع التأني والحرص على التحصيل النافع. أما في زمننا الحاضر، فقد بات الأمر يتعلق بالسرعة أكثر من المحتوى أو التحصيل المعرفي. ونرجو أن لا تطغى هذه العجلة والتكنولوجيا بشكل كلي على نمط التحصيل العلمي. فرغم ما وصل إليه الإنسان من تقدم مدهش في التكنولوجيا الحديثة، يضل الكتاب الورقي شيء أساسي وكلما ابتعدنا عن الكتاب كلما كان لذلك تأثير على مخرجات التعليم والتحصيل، وقد سئل أحد العلماء اللّغويين ذات مرة في أحد المؤتمرات عن مدى تأثير التكنولوجيا على تعلم اللغات الأجنبية فأجاب بكل بساطة: "من أراد أن يتقن لغة ما، فليلزم الكتاب الورقي ولا يبتعد عنه." بمعنى أن لا يضع الكتاب عن جنب ويبتعد عن القراءة التقليدية. فاقتناء أحدث التقنيات قد لا يجعل من متعلم اللغة الأجنبية يتكلم اللغة بطلاقة، بل لو أُنفقت ساعات قليلة من الوقت في تصفح بعض الكتب سواء الجديدة أو القديمة أو المستعملة، وحرص الطالب على التعود على القراءة والاعتماد على النفس في حل التمارين والواجبات، فقد يساهم ذلك في تخطي الصعاب فيما يتعلق باللغة. واعلم كذلك بأن القراءة المستديمة ليست متعة فحسب، بل هي ضرورية ومن أساسيات التعلم الحقيقي. اللغة الإنجليزية والفرنسية أداة تواصل مع القارة السمراء: ظلت الفكرة السائدة بأن التواصل مع البلدان الفرنكوفونية وحدها كفيل بأن يدفع بعجلة التعاون والتبادل المعرفي والنمو الاقتصادي مع بلدان أفريقيا، غير أن زيارات جلالة الملك نصره الله لبلدان عدة في ربوع هذه القارة السمراء أبانت عن حاجة المغرب والمغاربة لإتقان اللغة الإنجليزية أيضا كأداة تواصل وتجارة يحتمها الواقع. فقد فتح جلالته أعزه الله بتلك الزيارات الميمونة آفاقا جديدة اتبع فيها جلالته سياسة الانفتاح على الغير وأعطى من خلالها فرصة ذهبية للشباب المغربي والأفريقي للبحث عن فرص العمل أو التجارة في إطار التعاون أو التبادل الاقتصادي والثقافي. ولا يمكن أن ينجح هؤلاء في ذلك وهم لا يتقنون اللغة المستخدمة في ذلك البلد المقصود. فكما أن حكومتنا الرشيدة سعت إلى خلق تعليم موازي من أجل الاندماج للوافدين من تلك البلدان الأفريقية وتعليمهم اللغة العربية أو المحلية، فعلى الشباب المغربي أيضا أن يتعلم اللغة الفرنسية أو الإنجليزية كونهما أداة تواصل ومفتاح النجاح في البلدان الأفريقية. ومن ينكر ذلك فكأنما يحاول إخفاء الشمس بالغربال. وهنا يطرح السؤال نفسه: لماذا نحن بحاجة إلى اللغة الإنجليزية إلى جانب الفرنسية كلغات أجنبية اليوم وما أهمية ذلك؟ الجواب على هذا السؤال قد تتمخض عنه تساؤلات أخرى وهي: لماذا هذا الاهتمام البالغ والمتزايد بإضافة لغات أجنبية في المناهج التربوية بالعديد من البلدان العربية وحتى الغربية؟ لماذا تتجه العديد من الدول اليوم إلى تعلم اللغة الانجليزية بشكل خاص؟ و للإجابة على هذه التساؤلات، يبدو من الضروري إيضاح الفوائد و الميزات التي يتحصل عليها متعلم أي لغة أجنبية من أجل إيضاح مدى أهمية تعلم اللغات أولا وأهمية تعلم اللغة الانجليزية ثانيا. لكننا نعلم بأن هنالك من ينادي بالتقليل من الحمولة اللغوية لدى الطفل المغربي، أي أن لا نثقل كاهله بتعلم اللغة العربية الفصحى (التي لا يتكلمها في البيت)، واللغة الفرنسية ثم اللغة الإنجليزية أو غيرها، بالإضافة إلى اللغة العامية العربية أو اللغة الأمازيغية التي هي لغة التواصل بينه وبين أهله وذويه ومحيطه. لكن هنالك نظريات أخرى لا ترى بأسا في ذلك، بل ترى أن البحوث العلمية والدراسات في هذا المضمار أشادت بتفوق العديد ممن لهم ازدواجية أو تعدد اللغات. وبما أن مسألة تعريب العلوم لازالت تتطلب مجهودات جبارة، فلا عيب أن تدرس تلك العلوم بلغة أجنبية مع اتقان اللغة العربية لتتسع قدرة الطالب في البحث العلمي والقدرة على المقارنة والكتابة بأي لغة شاء. كما أثبتت التجارب العلمية أن تعلم واستعمال اللغات الأجنبية يعود على الفرد وأسرته ومجتمعه بفوائد تربوية وثقافية وشخصية جمة. فمن الناحية التربوية، أثبتت التجارب أن تعلم لغة أجنبية (أو لغات أجنبية) منذ سن مبكر يفيد الطفل في القراءة والكتابة بلغته الأولى. كما أن هناك دلائل على أن تعلم اللغات في أعمار مبكرة يسهم على نحو فعال في تطور ذكاء ودهاء ويصقل مهارة الفهم لدى الطفل كما يطور نتائجه الدراسية على نحو ملموس. هذا و قد ثبت أن هناك ارتباط بين ازدواجية أو ثنائية اللغة والقدرات اللغوية والمكانية للفرد. كما أنها تعطي الطفل مرونة في التفكير وحساسية أكبر للغة وقدرة أفضل على الاستماع، وإن شأت فلديك أمثلة حية عديدة من سكان المغرب الذين يتكلمون اللغة الأمازيغية والعربية، لكي تلمس تلك القدرات الخارقة في الذكاء واتساع رقعة التفكير والابداع، وإن شأت أيضا، فارجع إلى الأشعار الأمازيغية الخالدة لترى بأم عينك مدى تأثير الثنائية اللغوية في نسج الخيال المبدع، وارجع أيضا إلى الموروث الثقافي الأدبي والفني العربي المغربي في الشعر والزجل فستلمس تلك الروعة في الإبداع الخلاق لا محالة. واعلم أن ذلك المخزون اللغوي الهائل المتنوع المنساب بين مدن وقرى وسهول وجبال وصحراء مغربنا الحبيب من لغة عربية وأمازيغية وريفية وزيانية وحسانية، جعلت من المغرب مرجعا للعديد من الدراسات والبحوث في اللسانيات الاجتماعية (Socio Linguistic Research & Studies) . أما من الناحية الاجتماعية والثقافية، فتجربة تعلم لغة أخرى يمكن أن تشبه برحلة استكشاف في عالم اللسانيات. فاللغة الجديدة هي بمثابة نافدة تُفتح للفرد للاطلاع على ثقافات وحضارات أمم أخرى لم يعرف عنها أشياء كثيرة من ذي قبل. فهي الوسيلة التي تسمح للفرد بالوصول إلى الثقافات الأخرى والغوص في أعماق عناصرها المتشابكة، وبالتالي تأخذ الحياة بُعدا جديدا وتفتح للفرد آفاقا أخرى قد تغير مسار حياته بشكل إيجابي (إن أحسن النية واستقام). فالشعوب تُعرّف عن نفسها وعن ثقافاتها وعاداتها وتقاليدها عن طريق اللغة. ويكفي أن نشير إلى ما وصلنا عن شعوب أخرى من خلال ما خلفه الرحالة ابن بطوطة مثلا ما كان ليصلنا لو لم يتعلم لغة تلك الأمم ويغوص في ثقافاتها. ويمكن إيجاز فوائد تعلم اللغات الأجنبية في النقاط التالية على سبيل المثال لا الحصر: * تعلم لغة أخرى رصيد وكنز لا يعرف قيمته الا من يحمله. * تعلم لغة أخرى يصقل مهارة التفكير والإبداع ويقوي مهارة النقد الفكري (Critical Thinking). * تعلم لغة أخرى يُبعد المرء عن التوجه العقلي والفكري المتحجر والمتشدد ويتيح له فرصة الانفتاح على حضارات أخرى والاطلاع على عادات و تقاليد مختلفة. * تعلم لغة أخرى إلى جانب اتقان اللغة الأم يؤدي إلى اتساع آراء المرء عن العالم لتضم فهم أعمق لكيفية تفكير الآخرين. * تعلم لغة أخرى أيضا يوسع فهم الفرد لما يدور في المحيط الخارجي من مفاهيم وسياسات وتوجهات، كما يربي فيه غريزة العطف على أخيه الإنسان وعلى الثقافات الأخرى وتتحول هذه المشاعر إلى أداة جبارة لمواجهة النمطية والتعصب. * تعلم اللغات الأجنبية يساعد المرء على اكتشاف ما تزخر به ثقافته هو بنفسه، مما يجعله يسعد ويفتخر بهويته وبمعتقده وأصوله وبروح المواطنة الحقة. * تعلم لغات أخرى مختلفة مع تشبع الفرد بثقافته المحلية يجعله قادرا على المقارنة المنطقية بين وجهات النظر ويشجعه على التسامح وحب السلم ونبذ العنف. * تعلم لغات أخرى كاللغة الإنجليزية يساعد في البحث العلمي والاطلاع على ما وصل إليه العلم الحديث في ميادين التكنولوجيا والطب والصناعة والعلوم الانسانية والاجتماعية وغيرها، وفهم دواليب التجارة العالمية وفنون تسيير المقاولات وغير ذلك. * تعلم لغات أجنبية يتيح للفرد فرصة السفر إلى أمصار أخرى والقدرة على التطور في عمله. * تعلم لغات أجنبية يساهم في عملية التواصل الفعال وفي النمو الاقتصادي للبلد. خلاصة: إن الخطاب التاريخي لجلالة الملك نصره الله بالعاصمة الإثيوبية يوم 31 يناير 2017، للقاء القادة الأفارقة الرامي إلى استعادة المملكة مكانها داخل الاتحاد الإفريقي، لكفيل بفتح آفاق تنموية جديدة سوف تحتم علينا كمغاربة السباق إلى تعلم اللغة الفرنسية والإنجليزية بإتقان، وإعادة النظر في طرق تدريسها (Teaching Methods)، وكذلك إعادة النظر في المناهج والمقررات كي تساير العصر من حيث المضمون والمخرجات. وفي هذا الصدد لابد للوزارات المعنية بالتربية والتعليم وكذلك التعليم العالي والبحث العلمي من أن تستدعي الخبراء في مجال المناهج لتحيينها وتنقيحها بمنظور جديد يتماشى مع طرق التدريس الحديثة المتقدمة. فحجم المشاريع التي سيُقدم عليها المغرب مستقبلا تستوجب الالمام باللغة الفرنسية والانجليزية المهنية (ESP English Programs) إلى جانب اتقان اللغة العربية. وبذلك سوف تتحد الفوائد الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية في كونها فوائد تعود على المغاربة والأفارقة سويا بالمنفعة المتبادلة، وتعود على الفرد نفسه بالخير الكثير وتجعله فردا ومواطنا نافعا لأسرته ومجتمعه قادرا على التواصل مع تلك البلدان في القارة الأفريقية والبلدان الأخرى خارج تلك القارة. ومن ناحية التواصل المتبادل (Cross- Communication) فاللغة الأم واللغة الأجنبية أيضا ستسمح للمجتمع بالاتصال والتشاور وتبادل الخبرات مع جهات علمية واقتصادية أخرى، كما سوف تساهم في تقريب وجهات النظر بين السياسيين والاقتصاديين وخبراء الصناعة والتعليم والثقافة من مجتمعات أخرى لتحقيق تفاهم ثقافي واجتماعي واقتصادي وسياسي يعود على الأفراد والمجتمعات بأوجه عديدة من النفع والخيرات، ويساهم في تكريس روح الانفتاح على المجتمعات الأخرى والتعاون والإخاء والمحبة والسلم بين الشعوب. ومن أجل تعزيز ذلك لابد من مراعاة مهارة "التفاعل الثقافي" (Intercultural Competence) في المقررات الدراسية. وكما ورد عن الأستاذ عبد الله بوصوف، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، في مقاله الأخير حول الخطاب الملكي السامي بأديس أبابا، فإن "المغرب ليس ضيفا على المنظمة الافريقية، بل هو من الآباء المؤسسين وابن الدار.. ومن عادات عودة المغاربة إلى البيت حمل العديد من الهدايا لأفراد الأسرة. وهكذا كان، فقد حمل الملك محمد السادس معه هدية ثمينة، وهي التجربة والخبرة المغربية في المقاولات والاستثمار والإنتاج والتكوين... كشريك في التنمية لقادة أفارقة جُدُد متحررين من كل عقد الغرب والإنسان الأبيض..." ولهذا فإن الإقدام على هذا المشروع الهائل أي مشروع الانفتاح على كل البلدان الأفريقية يستوجب اتقان لغة التواصل لديهم. وإذا كان المغرب قد أسس وقنن تعليم اللغة الفرنسية، فمن السهل عليه تنظيم وتقنين وتطوير تعليم اللغة الإنجليزية (دون التنازل عن اتقان اللغة الأم) بغية توسيع آفاق المخزون اللغوي لدى الشباب المغربي وإعطائه فرصة التواصل الفعالة والتعاون بخطى واثقة مع أخيه الإنسان في جميع ربوع القارة السمراء مستقبلا. والله ولي التوفيق،،، *مستشار [email protected]