خلال أسبوع واحد، تمكن حزب الاشتراكيين الديمقراطيين في ألمانيا من تذليل الفارق بينه وبين تحالف الحزب الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي (يمين وسط)، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية انجيلا ميركل. وتقلص الفارق من 14 نقطة إلى 4 نقاط فقط؛ ما يعتبر أفضل أداء للحزب الممثل ليسار الوسط منذ سنوات. ومدفوعاً بتسمية رئيس البرلمان الأوروبي السابق، مارتن شولتز، مرشحاً للمستشارية في الانتخابات المقررة سبتمبر المقبل، قفز الاشتراكيون الديمقراطيون 6 نقاط كاملة، محققاً 29% من تأييد الناخبين، وفق استطلاع أجرته مؤسسة أمنيد (خاصة) لقياس اتجاهات الرأي العام، لصالح صحيفة "بيلد" اليمينية واسعة الانتشار. ووفق الاستطلاع نفسه، فإن تحالف حزبي الديمقراطي المسيحي، والاتحاد الاجتماعي تراجع بمعدل 4 نقاط، مسجلاً 33% من تأييد الناخبين؛ ما يعني أن الفارق بين التحالف والاشتراكيين الديمقراطيين أصبح 4 نقاط بعد أن كان 14، قبل أسبوع، حيث كانت نسب تأييد التكتلين 37% و23% علي الترتيب في استطلاعات الرأي، حسب "بيلد". ولم يحدث هذا التقارب بين التكتلين الأكبرين، في ألمانيا، منذ 4 سنوات، حينما كان الفارق 4 نقاط في استطلاع لنفس المؤسسة في يوليو 2012، حسب صحيفة "دي فيلت" اليمينية. وتعليقاً على تلك النتائج، نقلت "دي فيلت"، عن الباحث بمؤسسة امنيد، تورستن شنايدر هاسا، قوله إن "مارتن شولتز نجح في الفوز بتأييد الداعمين السابقين للاشتراكيين الديمقراطيين بخطاب عاطفي (...) وهذا التحول الكبير في أداء الحزب فريد من نوعه". ومر الاشتراكيون الديمقراطيون بفترات صعبة في السنوات الماضية، وتراجع في الشعبية بعد عدة هزائم في الانتخابات التشريعية منذ 2005، والدخول في ائتلاف حكومي موسع مع أحزاب يمين الوسط منذ 2013، ما أدى إلى تراجع عدد كبير من مؤيديه، عن دعمه. ووفق استطلاع "امنيد"، فإن كلاً من حزبي اليسار والخضر حصد 8% من تأييد الناخبين، ما يعني أن ائتلافاً حكومياً يضم الاشتراكيين الديمقراطيين واليسار والخضر أصبح قريباً، وعلى بعد 5 نقاط فقط من الأغلبية. فيما حقق حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف 11% فقط من تأييد الناخبين، وفق الاستطلاع نفسه. وأجرت مؤسسة "أمنيد" الاستطلاع على عينة من ألفين و233 شخصاً، في الفترة بين 26 يناير و2 فبراير. ولم تذكر المؤسسة هامش الخطأ في الاستطلاع. وبعد فترة من التضارب والاضطراب، أعلن رئيس حزب الاشتراكيين الديمقراطيين، سيغمار غابرييل، أواخر يناير الماضي، تنازله عن منافسة ميركل علي منصب المستشار، لصالح شولتز "الذي يملك فرصا أكبر في الفوز". تنازل غابرييل، أتى قبل أن تعلن اللجنة التنفيذية للحزب الذي لم يقد الحكومة في ألمانيا منذ خروج جرهارد شرودر من السلطة في 2005، في الأيام الأخيرة من الشهر نفسه، تسمية رئيس البرلمان الأوروبي السابق مرشحا للمستشارية بشكل رسمي. وتقود ميركل منذ سنوات تحالفاً بين حزبها الديقراطي المسيحي (يمين وسط)، وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي (ينشط في إقليم بافاريا - جنوب).