رفض رضا الحماحمي، والد المشتبه به في حادثة متحف اللوفر في باريس، مساء أمس السبت، رواية السلطات الفرنسية، معتبراً أنها "غير متصورة عقلا وغير مقبولة". وشدّد الحماحمي، وهو لواء سابق في وزارة الداخلية المصرية، في حديثة لوكالة "الأناضول" التركية على أن نجله "ليس متطرفا، وكان في زيارة عمل إلى فرنسا تخللتها فسحة بالمتحف". وأعلنت فرنسا، أول أمس الجمعة، أن المشتبه به في هجوم متحف اللوفر بالعاصمة باريس، الذي أصيب إثر إطلاق الرصاص عليه من أحد الحراس لدى محاولته دخول المتحف، مصري يقيم بالإمارات. وذكرت لاحقاً وسائل إعلام فرنسية ومصادر أمنية مصرية أن اسمه عبد الله رضا الحمامي (29 عاما)، من محافظة الدقهلية (دلتا النيل/ شمال)، مشيرة إلى أنه دخل باريس بتأشيرة من دبي. والد عبد الله الحماحمي، الذي تقاعد عام 1996، قال عبر الهاتف: "ما تقوله فرنسا من أن ابني معه سكين ودخل به إلى المتحف، غير حقيقي". ولفت إلى أن إجراءات التأمين العالية، من بوابات وكاميرات في متحف اللوفر، تحول دون تحقق ذلك أو تصديقه. وأكد أن الرواية الفرنسية "كان يجب أن تكون فيها عقلانية"، متسائلا: "أين الصور التي تقول إن ابني كان معه سكينا؟ وأين عسكري الأمن (الفرنسي) الذي جُرح؟ وأين هو وفي أي مستشفي؟". ويرى الحماحمي (الأب) بخبرته الأمنية، بصفته لواء سابق في الشرطة، أن الرواية الفرنسية "غير متصورة عقلا وليست مقبولة"، مشيرا إلى أن "القضاء الجنائي قضاء قناعة ولا يمكن أن يقتنع بهذه الرواية". وأوضح أن نجله الذي يعمل في دبي كان في زيارة عمل إلى فرنسا، ثم ذهب إلى المتحف ضمن فسحة هناك، وتواصل معه قبل الحادث بساعتين، في حوار عادي. وتابع: "نحن كأسرة عايشنا منذ الواقعة 3 حالات، ما بين أنه (عبد الله) مات، أو ما يزال على قيد الحياة، أو أنه ليس هو (المقصود)"، مشيرا إلى أنهم تأكدوا من الجانبين المصري والفرنسي أنه على قيد الحياة في مشفى فرنسي، وتحسنت حالته الصحية، وقد تجاوز مرحلة الخطر. وأضاف: "التحقيقات الفرنسية ما تزال جارية، وأنا أثق فيها، وأثق في القضاء الفرنسي". ونفي اللواء السابق أن يكون نجله متطرفا، مؤكدا أنه لو كان متطرفا ما كان استمر في بيته، مبيناً أن عائلته "أناس معتدلون، ويعيشون الإسلام الوسطي، وله إخوة ضباط، ونجله يعيش حياة طبيعية". من جهته قال مصدر أمني مصري إن "الأجهزة المعنية في مصر تعكف حاليا على إعداد تقرير عن عبد الله خلال 48 ساعة على أقصى تقدير، لتقديمه للسلطات الفرنسية عن طريق الخارجية المصرية". وأوضح المصدر، رافضا نشر اسمه لكونه غير مخول له الحديث لوسائل الإعلام، أن التحريات المبدئية التي يجريها الفريق الأمني كشفت أن "المشتبه به لم يرصد عنه أي شذوذ في فكره ولا تطرف في سلوكه، وأنه غير مطلوب نهائيا للأجهزة الأمنية في مصر، وليس مسجلا جنائيا أو سياسيا".