يتوقع مجموعة من خبراء الطاقة ارتفاع حصة السيارات الكهربائية من سوق حركة النقل البري في العالم لتصل إلى 35% من هذه السوق خلال العشرين عاما المقبلة وهو ما سيؤدي إلى تراجع الطلب على الوقود الكربوني. وبحسب الدراسة التي أجراها الباحثون في مركز أبحاث "كربون تراكر" (متتبع الكربون) ومعهد "جرانثام إنستيتوت لدراسات التغير المناخي" في كلية "إمبريال كوليدج لندن"، فإن تراجع أسعار السيارات الكهربائية وتكنولوجيا الطاقة الشمسية يمكن أن تكشف أن نماذج التوقعات التي استخدمتها شركات الطاقة الكبرى في العالم "أساءت بشكل كبير تقدير التقدم في التقنيات منخفضة الانبعاثات الكربونية". وبحسب الدراسة فإنه من المتوقع أن تمثل السيارات الكهربائية حوالي 35% من سوق النقل البري بحلول 2035، وأكثر من ثلثي حجم هذه السوق بحلول 2050. كما تتوقع الدراسة أن يؤدي هذا النمو للسيارات الكهربائية إلى استغناء قطاع النقل البري عن حوالي مليوني برميل وقود كربوني يوميا بحلول 2035، وهي نفس كمية الانخفاض التي أدت إلى انهيار أسعار النفط العالمية خلال عامي 2014 و2015، وعن حوالي 25 مليون برميل وقود يوميا بحلول 2050. وأضافت الدراسة أن أنظمة الطاقة الشمسية بما في ذلك نفقات تخزين الكهرباء الناتجة عنها يمكن أن توفر 23% من إجمالي الطاقة المولدة في العالم بحلول 2040 و29% بحلول 2050 "وهو ما سيؤدي إلى وقف استخدام الفحم بالكامل وانخفاض حصة الغاز الطبيعي من سوق الطاقة إلى 1% فقط". وقال لوك سماز أحد كبار الباحثين في مركز أبحاث "كربون تراكر" إن "السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية عناصر ستغير قواعد اللعبة لكن صناعة الوقود الكربوني تسيء تقديرها باستمرار"، مضيفا أن المزيد من الابتكارات يمكن أن "تجعل السيناريوهات التي نتوقعها الآن تبدو متحفظة خلال فترة 5 سنوات". ويقول "أجاي جامبير" أحد كبار الباحثين في "إمبريال كوليدج" إن "أغلب تحليلات مسارات خفض استخدام الوقود الكربوني تدرس المطلوب عمله لتحقيق الأهداف الطموحة بالنسبة لمواجهة ظاهرة التغير المناخي مثل خفض درجة حرارة العالم بمقدار درجتين مئويتين". ويضيف "نحن نبحث عما سيحدث بالنسبة لنظام الطاقة العالمي ودرجة حرارة العالم إذا انتشرت الخيارات منخفضة الانبعاثات الكربوني في ضوء التوقعات الأخيرة بشأن تكلفة الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية". وبحسب الدراسة الأخيرة فإن تكنولوجيا السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية يمكن أن تساعد في خفض درجة حرارة الأرض بمقدار 2.3 درجة مئوية تقريبا بحلول 2100.