اهتمت الصحف المغاربية الصادرة اليوم السبت، على الخصوص، بالعنف في المناطق الحضرية وعودة الفساد بالجزائر، وانتخاب قيادة جديدة لأهم مركزية نقابية في تونس. ففي الجزائر، عبرت الصحف المحلية عن مخاوفها إزاء تزايد ظاهرة العنف بالمناطق الحضرية وشبه الحضرية، التي يغذيها انعدام الأمن والتهميش الاجتماعي ومخلفات الحرب الأهلية. وفي هذا السياق، سجلت صحيفة (لوتان دالجيري) أن ظاهرة العنف بالوسط المدرسي "لا تزال متفشية، وأصبحت تأخذ شيئا فشيئا أبعادا مقلقة". وذكرت الصحيفة بما جاء على لسان وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، التي اعترفت أول أمس الخميس أماl البرلمان أن "ظاهرة العنف المدرسي بالوسط المدرسي أخذت أبعادا تنذر بالقلق، وهو ما يؤثر سلبا على المحيط التربوي". أما صحيفة (المحور اليومي) فنقلت عن الوزيرة قولها إنه سيتم اتخاذ عدة إجراءات للحد من ظاهرة العنف بالوسط المدرسي، بعدما أخذت أبعادا مقلقة، عبر تكوين الأساتذة في مجال تدبير النزاعات والإصغاء للتلاميذ، وتفعيل ميثاق أخلاقيات العمل، فضلا عن تنصيب اللجنة المشتركة مع المديرية العامة للأمن الوطني، والدرك الوطني، لإعداد اتفاقية تتضمن مخططا لمكافحة العنف في المدارس. وذكرت الوزيرة ،وفقا للصحيفة، بالاتفاقية الموقعة مع وزارتي الدفاع الوطني والداخلية والجماعات المحلية في مارس 2016، والتي تضع آليات للعمل المشترك في مجال تأمين وحماية المدرسة ومحيطها من العنف والوقاية من المخاطر التي قد تشكلها بعض مواقع الإنترنت، من خلال تكوين الأساتذة وتوعية التلاميذ، مؤكدة مهام المرصد الوطني للتربية والتكوين، المتمثلة أساسا في وضع استراتيجية وطنية للوقاية من العنف المدرسي ومكافحته. أما صحيفة (الفجر) فذكرت أن وزارة التربية الوطنية حرصت على اتخاذ جملة من الإجراءات البيداغوجية والتنظيمية والمؤسساتية، تزامنا مع تعالي الأصوات المحذرة من خطر العنف الذي خلف مقتل تلاميذ في عدة مناطق آخرها ما حدث بسكيكدة أول أمس الخميس. من جهة أخرى، اهتمت الصحف الجزائرية بالتقرير الصادر عن منظمة "ترانسبرانسي" الدولية الذي صنف الجزائر ضمن البلدان الأكثر فسادا في العالم. وسجلت صحيفة (لوكوتيديان وهران) أن هذا الوباء "جعل من الفساد العملة الأولى بالبلاد" مضيفة أن "ظهور رجال أعمال مفسدين هو تجسيد لهذه الآفة في أعلى مراتب السلطة". وكتبت أن "المظلة السياسية ليست سوى الوجه القبيح لهذا الفساد المستشري الذي يخنق الاقتصاد الوطني". في تونس، خصصت الصحف المحلية حيزا هاما للمؤتمر الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل، الذي انتخب أول أمس الخميس قيادة جديدة. وأفادت جريدة (الصباح) أن المكتب الجديد للاتحاد تسلم، أمس الجمعة، مهامه رسميا من المكتب التنفيذي السابق وذلك خلال تجمع نظم بساحة محمد علي الحامي بالعاصمة بحضور جل أعضاء المكتبين التنفيذين المنتهية ولايته والمنتخب في المؤتمر ال 23 للاتحاد. ونقلت الصحيفة عن الأمين العام الجديد للاتحاد، نور الدين الطبوبي، قوله إن "الاتحاد سيظل شامخا ويواصل الرسالة والاستبسال في الدفاع عن الطبقة الشغيلة على درب رواد المنظمة ومناضليها ومناضلاتها". وأضاف أن الأمانة العامة ستواصل أداء الرسالة بكل ثبات والوقوف إلى جانب المستضعفين والمظلومين مع الموازنة بين الدورين الوطني والنقابي، مؤكدا أن شعار الاتحاد للمرحلة القادمة سيكون هو "الولاء لتونس والوفاء للشهداء والإخلاص للعمال والدفاع عن الأجراء وضمان العمل اللائق للعمال". وشدد المسؤول الأول الجديد للمركزية النقابية على أن مؤتمر الاتحاد العام التونسي للشغل، المنعقد ما بين 22 و 26 يناير الجاري، "أعطى صورة ناصعة عن تونس الحرية والديمقراطية". وفي تحليل لنتائج المؤتمر الأخير للاتحاد، ذكرت جريدة (الصباح) أن التركيبة الجديدة الاتحاد، عرفت تواجد نفس الجهات ونفس القطاعات، بدءا من تونس الكبرى، القلب النابض للاقتصاد الوطني، وصفاقس، القطب الصناعي، وقفصة، حيث يتواجد الحوض المنجمي. أما على صعيد القطاعات، فسجلت الصحيفة أن قطاع التعليم، بجميع الفروع، "منطقيا نال حصة الأسد"، خاصة وأنه قدم أكبر عدد من المرشحين لعضوية المكتب التنفيذي. وفي حوار خص به جريدة (الصريح)، أكد الأمين العام الجديد للاتحاد العام التونسي للشغل أن الاتحاد "لن يكون مجالا لأي استغلال حزبي معين، ومن يحاول توظيف الاتحاد حزبيا فهو واهم ومرفوض". وأضاف أن الاتحاد سينصب اهتمامه على عدة ملفات كالتربية والسياسات التعليمية وخاصة على مستوى المضامين والمناهج التعليمية، مشيرا إلى أن ملف القطاع الخاص سيكون ضمن أولوياته خلال المرحلة المقبلة. أما افتتاحية صحيفة (الشروق)، فذكرت أن "مؤتمر الاتحاد، الذي يعد درسا لكل الأحزاب السياسية في تونس التي تهيمن عليها الخلافات والصراعات، أظهر أن النقابيين في مؤتمرهم الأخير أكثر تماسكا وصلابة، ومعنيون بكل الملفات والقضايا الوطنية".