لم تتمكن الدائرة الرابعة لأمن مدينة الدارالبيضاء من كشف هوية اثنين من سائقي سيارات الأجرة الصغيرة الذين شاركوا، في منتصف ليلة السبت الأحد، في عملية الضرب الجماعي الذي تعرضت له سائقة سيارة بالتطبيقات الذكية لنقل الأفراد بشارع المقاومة، وسط العاصمة الاقتصادية، يقول سائقو التطبيقات الذكية إنهم تابعون لمجموعة يطلق عليها "عصابة القنص". وقالت السائقة هدى، في تصريح مصور لهسبريس، إنها أصيبت برضوض على مستوى كتفها الأيمن ويدها ومناطق أخرى من جسمها، بسبب تعرضها لعملية ضرب ودهس جماعية شارك فيها العديد من سائقي سيارات الأجرة الذي كانوا حاضرين بعين المكان، "بعدما تربصوا بي عبر استدراجي إلى شارع المقاومة بواسطة التطبيق الذكي من أجل حجز سيارتي واحتجازي بدون موجب حق". وأضافت هدى، التي طلبت عدم الكشف عن وجهها في شريط الفيديو المصور خوفا على سلامتها الجسدية، وفق تعبيرها، أن اثنين من سائقي سيارات الأجرة صعدوا إلى سيارتها وخطفوا منها مفتاح سيارتها، وبعد ثوان حاصرتها نحو 14 من سيارة للأجرة. وواصلت المتحدثة رواية وقائع تلك الليلة: "بدأت في تسجيل أصحاب الطاكسيات الذين احتجزوا سيارتي بدون موجب قانوني بعد ما سحبوا مني مفتاح السيارة، قبل أن يأتي أحدهم ليصفعني بقوة وحاول انتزاع هاتفي الذي كنت أصور به، سقطت على الأرض وأنا متمسكة به قبل أن يبدؤوا في ركلي ورفسي وضربي في جميع أنحاء جسمي، ثم انتزعوا مني هاتفي وأزالوا بطاقة الذاكرة (micro SD) واحتفظوا بها، فيما كسروا الهاتف". هدى التي ما زالت تعاني من آلام مبرحة في كتفها الأيمن تمنعها من النوم ليلا، أضافت أنها شعرت بالعديد من السائقين الذين لم يتوانوا في ضربها، قبل نقلها إلى المستشفى؛ حيث حصلت على الإسعافات الضرورية، وسلمها الطبيب الشرعي شهادة عجز لمدة 22 يوما، سلمتها بدورها للدائرة الرابعة التي استمعت إليها وإلى بعض السائقين، بعد أن لاذ اثنان من زملائهم بالفرار، وفق إفادة شاهد عيان، طارق، بعد حضوره لمؤازرة هدى. وقال طارق إن الشرطة حررت محضرا في الموضوع قبل مغادرة جميع الأطراف مقر مركز الدائرة الرابعة، بعد إنكار سائقي سيارات الأجرة معرفتهم بالشخصين اللذين لاذا بالفرار، ولم تتم إحالة الملف على النيابة العامة. وتساءل طارق: "كيف لسائقي سيارات الأجرة أن يمارسوا تصرفا قانونيا موكولا بمقتضى التشريع المغربي للشرطة، دون أن تحرك أي جهة ساكنا لوقف هذه التصرفات الخارجة عن القانون، التي تقف وراءها مجموعة تطلق على نفسها (عصابة القنص)، والتي يجتمع أفرادها من أجل استدراج السائقين والاعتداء عليهم أمام مرأى ومسمع الجميع؟".