توقع تقرير اقتصادي لمجموعة بنك قطر الوطني "كيو ان بي" أن تنحسر تدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة في عام 2017 في ظل مخاطر تباطؤ النمو في الصين واستمرار تراجع قيمة اليوان الصيني، وارتفاع العائدات في الاقتصادات المتقدمة. وأوضح التحليل، الذي تصدره المجموعة، أنه إلى جانب التراجع المتوقع خلال هذه السنة لقيمة "اليوان" الصيني ومخاطر تباطئه، فإن لارتفاع العائدات في الاقتصادات المتقدمة تأثيرها السلبي على حركة تدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة، لافتا الانتباه، في هذا الصدد، إلى أنه منذ انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، ارتفعت العائدات في الاقتصادات المتقدمة، وذلك ترقبا منها للتحفيز المالي وارتفاع النمو لدى اكبر اقتصاد في العالم في ظل الإدارة الجديدة. كما سجل منجزو التحليل أن اللجوء الى خفض أسعار الفائدة من قبل الاقتصادات المتقدمة، والتي أدت خلال 2016 الى تحسن تدفقات رؤوس الأموال الى الأسواق الناشئة، قد تغيب هذه السنة عن المشهد الاقتصادي، بما من شأنه أن يؤثر سلبا على حجم هذه التدفقات. واستحضر التحليل بيانات لمعهد التمويل الدولي، كانت لاحظت أن صافي تدفقات رؤوس الأموال الخارجة من الأسواق الناشئة انخفض، خلال الأحد عشر شهرا الأولى من 2016 ، إلى 448 مليار دولار أمريكي بدل 551 مليار في 2015، بهيمنة لرؤوس الأموال الهاربة من الصين على هذه التدفقات، حيث بلغ صافي التدفقات الخارجة منها 635 مليار دولار أمريكي خلال الأشهر الأحد عشر الأولى. ورجح التحليل أن يخفف ارتفاع أسعار النفط والسلع من وقع الصدمة على مصدري السلع الأساسية، مع توقع أن يظل إجمالي تدفقات رؤوس الأموال منخفضا، ما سيؤدي، برأي منجزي التحليل، إلى "ضعف العملات وتشديد السياسات النقدية وتباطؤ معدلات النمو"، متوقعين، في هذا السياق، تجدد المخاوف من إمكانية حدوث أزمة مالية، "خاصة مع بلوغ الدين في الصين أكثر من 200 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي"، وارتهان مصير العديد من الاقتصادات الناشئة بالطلب القوي للاقتصاد الصيني وبمنتجاته المصنعة والخام.