هل وددت يوما بعد خروجك من المنزل أن يكون قميصك خفيفا بسبب ارتفاع درجة الحرارة، أو ملابسك ثقيلة بسبب انخفاض درجة الحرارة؟ هل قمت يوما بتدفئة الملابس أمام موقد التدفئة قبل ارتدائها في الأيام الباردة؟.. الكثيرون يمرون بمثل هذه المواقف؛ ولذلك ابتكر المهندسان الإسبانيان ديفيد ريكينا وفرانسيسكو خابيير ناباس فكرة لحل هذه المشاكل. ابتكر هذان الشابان قميصا يمكنه تكييف درجة حرارة الجسم، وينظم الحرارة على الصدر والظهر، كل على حده، من أجل تحقيق أكبر راحة للجسم، وكذلك لتحسين الصحة وتسهيل ممارسة الرياضة والعمل في أجواء مناخية صعبة. ودشن الشابان خط إنتاج قمصان تقوم بتبريد الجسد أو تدفئته، ويتم التحكم بها من خلال تطبيقات الهواتف والساعات الذكية والحواسب اللوحية المصممة خصيصا لهذا الغرض. وأطلق المهندسان على القميص اسم "ويندو"، وهو منصع من "الليكرا" والفضة، ويستخدم تكنولوجيا مبتكرة، إذ يحتوي على نظام قياس حراري يتيح له العمل بين 20 و35 درجة سيليسيوس، وتغيير الشعور بدرجة حرارة الوسط المحيط من 15 حتى 35 درجة في دقيقتين فقط، ليحافظ على درجة حرارة مناسبة ومريحة للجسم، بغض النظر عن تغير درجات الحرارة الخارجية. يقول ديفيد ريكينا: "رغم أن الرياضيين قد يكونون أول المستفيدين من هذه التكنولوجيا، فإنه يمكن استخدامها أيضا من قبل العسكريين ورجال الإطفاء وعمال المناجم والأطباء، ليس فقط على مستوى الأقمصة، ولكن في جميع أنواع الملابس". بطارية قابلة للتغيير ريكينا وناباس يقولان إن هذه التكنولوجيا تتميز بالقدرة على تقليل رائحة الجسد، ولديها قدرة على مواجهة البكتيريا، كما أن المواد والمكونات الإلكترونية وتصميم هذا القميص تجعلها قابلة للغسل. ويتابع ناباس: "القميص مصنوع من نسيج من بين مكوناته الفضة والليكرا، التي تقوم بخفض أو زيادة درجة الحرارة من خلال توصيل كهربائي منخفض القوة. هذا النسيج يستمد الكهرباء الخاصة به من بطارية قابلة للشحن توفر طاقة لمدة خمسة أيام". ومن خلال تطبيق يسمح بالتحكم بالنظام بشكل لا سلكي من جهاز متحرك، يستطيع المستخدم خفض درجة حرارة القميص عند شعوره بارتفاع درجة الحرارة، أو رفعها عند شعوره بالبرودة. ويوضح ريكينا أن وجه القميص غير متصل حراريا بظهره، ما يمكن من تغيير درجة حرارة كل منهما حسب حاجة المستخدم، ويشير إلى أن علبة البطارية والدوائر الكهربائية موجودة في كبسولة صغيرة يمكن نزعها قبل الغسيل، وإعادتها مرة أخرى للقميص، وزاد: "هذه العلبة تتصل بالقميص عندما يتم ارتداؤه وتفصل عنه عندما يتم غسله". فوائد متعددة بالسؤال عن الفوائد الصحية لهذا القميص يقول ريكينا إن هذه التكنولوجيا يمكن تطبيقها على أي نوع من الملابس، وهي قادرة على تغيير درجة الحرارة في حدود 20 درجة، ويشير إلى أنه تم العمل على تقليل إمكانيات الإصابة بحالات قيء أو حمى أو إسهال أو برد نتيجة التغيرات المفاجئة في درجة حرارة الجسد. ويوضح المتحدث ذاته أن القميص يوفر بشكل كبير الطاقة مقارنة بأجهزة التدفئة والتبريد المنزلية، كما أنه يصاحب المستخدم في أي مكان، ويشير إلى أن تلك الملابس تتصل لاسلكيا بتطبيقات على الأجهزة النقالة، التي يتم من خلالها التحكم في رفع وخفض درجات الحرارة، ويؤكد أنه على النطاق العسكري يمكن استخدام هذه التكنولوجيا في الجبال العالية وفي الصحراء وحتى تحت الماء، وأنه في المجال الرياضي ستكون أول ملابس ملائمة للأجواء الباردة والحارة. ويلفت المصدر ذاته االنتباه إلى أن شعور رجال الإطفاء بانخفاض درجة الحرارة عند ارتدائهم تلك القمصان أثناء مكافحة النيران سيشعرهم بالراحة أكثر، وبالتالي سيزيد فعاليتهم في مكافحة الحرائق، ويبين أن هذه التكنولوجيا أيضا يمكن استخدامها في ملابس عمال المناجم الذين يعملون في درجات حرارة مرتفعة مما يصعب عملهم.