أضحكنى وأوجعنى الخبر الذى بثته قناة العربية عن الطرق والبدع الجديدة التى بدأ يتبعها بعضاً من المرشحين الأردنيين لإستقطاب الناخبين وكسب أصواتهم ، فمن وضع ( شال ) على الرأس لمرشحة ثم الظهور فى صورة أخرى لها و على عينك يا تاجر بدون غطاء رأس ، إلى التهديد والوعيد لأحد المصارعين القدامى والمرشحين الجدد ، ومروراً بالغناء لرفع أسهم وشأن مرشح آخر ، وإنتهاءً باللجوء إلى السحر الأسود من السودان والمغرب "" وما يهمنى هنا هو ترويج فضائية العربية للسودان بممارسة السحر بعد أن نجحت فى ذلك مع المغرب حتى جعلت منه أكبر مصدر للسحر والشعوذة والدجل إضافة ً إلى الدعارة ، وكل الذى تجرى خلفه قناة العربية وموقعها الألكترونى هو شماعة السبق الصحفى الذى تنتهجه بسوء نية ولكنها تتغاضى عن ما يُمارس من شذوذ أمام ناظريها. والعربية الآن بدأت حملة ترويجية لقوة السحر السودانى الذى يبدو أنه تفوق على نظيره المغربى فى المفعول والنتائج النهائية بعد أن نشرت قبل عدة أشهر خبراً عن أطفال يتسولون فى أسواق الرياض وطرقاتها وقد ألمحت بطريقة خبيثة إلى أنهم من دول معينة ، وقد تمتد الحكاية إلى الأعراض حتى تضع السودان وأهله وبمساعدة البعض من الحاقدين على السمعة الطيبة والأمانة التى تربى عليها ( الزول ) حتى أصبحت نجمة تتلألأ على جبينه وتسبقه أينما حل مما جلب له وعليه عداوات وبغضاء ( وخباثات ) لتشويه صورته النقية وليس آخرها بالطبع إطلاق النكات التى يريد مطلقوها دمغه بما ليس فيه ، ولكن هيهات لأن الحقيقة لا يمكن تجاوزها أو محوها بهذا السخف الذى يجرى فى دماء وعقلية البعض . ولكن دعونا نعود لفحوى خبر العربية وتحديداً الجزء الذى يتعلق بالسحرة الذين تمت الإستعانة بهم من السودان ، ولعمرى إنها المرة الأولى التى يتفوق فيها السودان ويتقدم إسمه على المغرب وللأسف ( سحرياً ) وليس كروياً أو فى مضمار العدو مثلاً . قد يجد المرشحون الأردنيون من السحرة المزعومين من أرض المليون ساحر أقصد المليون ميل عدة إثباتات على أن سحرهم ممتاز بدرجة ( خمسة نجوم أو ستة ) ويضربون أمثلة عديدة على ذلك منها أن الرئيس السودانى جعفر نميرى كان يستعين بهم شخصياً ويزورهم فى أماكنهم الخربة ولذلك إستطاع أن يحكم ستة عشر عاماً رغم كل محاولات الإطاحة به ولكن عندما بدأ يتجاهلهم فى سنواته الأخيرة أطاحت به ثورة شعبية لم تتعد أيامها أصابع اليدين والغريب فى الأمر أن لا أحد يستطيع إثبات العكس لهذا الزعم من السحرة ولا جعفر نميرى نفسه ، وقد يضربون مثلاً آخر بثورة الإنقاذ التى قادها عمر البشير وهى تمشى الهوينا نحو كراسى السلطة ومطمئنة ( على الآخر ) على أنها ستبقى فى كراسيها إلى أن تقرر الإنسحاب طواعية وهذا سابع المستحيلات طبعاً أو تتخلى عن السحرة الذين يقفون من خلفها ( وطز فيهم ) على حد قول العقيد الليبى ، ويُذ ّكر السحرة المرشحون الأردنيون الذين آمنوا ومن ثم إستعانوا بهم إلى ما يدور فى السودان لصالح الإنقاذ التى تخلصت من كل مناوئيها واحداً إثر آخر حتى إستطاعت الوصول إلى جون قرنق فى الأدغال وأتت به إلى الخرطوم تحمله ثم إحترق فى رحلة غامضة بسره الذى لم يستطع أن يكشفه أحد حتى الآن وبعدها لم يبق للحركة إلا أجنحة ضعيفة لا تقوى على الطيران مع الرياح فما بالك بعكسها فالنتيجة معروفة سلفاً ستهوى على وجهها دون حراك ، ثم يلفت السحرة أنظار المرشحون الأردنيون إلى حركات دارفور وأنهم هم من جعلها عدة حركات وأجنحة وفصائل لا تسمن ولا تغنى من جوع ، وهذا أيضاً يصعب عدم إثبات عكسه ، ثم يضربون أمثلة أخرى بالترابى الذى يعشق السلطة حتى الثمالة ولكنه يظهر بمظهر الزاهد فى الدنيا والآخرة ولكن مشكلته مع السحرة فى السودان أنه إستهان بهم عندما أصدر فتوى عنوانها ( البُعد عن السحرة لا يبعد عنك كراسى السلطة ) فأقسموا على ألا ينال حظاً من السلطة فى السودان حتى يتوب على أيديهم ( ويسف التراب ويلحس الفتوى ) أما الصادق المهدى فقد أمسك العصا من ( النص ) فلا هو كفر بهم ولا هو آمن فكانت رئاسته على حسب النية ، أما الحزب الشيوعى السودانى فإختار البعد عن الشبهات فوقع فى الحرام وأصبح يتيماً تتلاطم الأمواج من حوله ويطوقه الظلام ، ولكن الحزب الإتحادى الديمقراطى قالها لهم بالحرف الواحد ( خلونا فى حالنا ونحنا ما عندنا بيكم شغله ) فأصبح فاقداً للبوصلة . وتعرج المسألة إلى أمثلة أخرى فى الوطن العربى لرؤساء وأمراء وملوك ، وآخر هذه الأمثلة هى رغد إبنة الرئيس العراقى السابق صدام حسين التى إستعانت بأحد السحرة السودانيين لإنقاذ رقبة أبيها من المشنقة فى آخر لحظة وكان ذلك بتوصية خاصة من زعيم عربى مرموق وللأسف شعر الساحر المغربى بالمؤامرة السحرية من جانب سحرة السودان فأسرع مخبراً من إستعان به من حكام بغداد وإستعجلهم لتنفيذ الحكم وإلا سيكون خالى الطرف من المسؤولية السحرية للأمر ، لأن ساحر السودان يمتلك قدرات خارقة وفعالة ولا غرو فهو معلم كبير يحسب له بقية السحرة ( ألف حساب (. يا خى إختشوا بلا سحرة بلا كلام فاضى معاكم ، قال سحرة من السودان والمغرب قال.