اعتلت قسمات الغضب والتجهم وجوه العديد من مستعملي القطار صباح اليوم الاثنين، القادمين من مدينة الدارالبيضاء صوب العاصمة الرباط، بعد ما توقف القطار الذي يقلهم لأزيد من ساعة من الزمن على مستوى المقطع السككي بين المحمديةوبوزنيقة؛ وهو ما تسبب في تأخر العديد من المواطنين عن الالتحاق بمقرات عملهم. وعرفت حركة سير القطارات هذا الصباح، حسب ما كشف عنه أحد المسافرين، اختلالا أسهم في توقف أربعة قطارات، أحدها قادم من محطة "الدارالبيضاء الميناء" والثاني متوجه إلى "الرباطالمدينة" قادما من القنيطرة، فيما توقف القطار الثالث المنطلق من محطة "الرباط أكدال" صوب مدينة القنيطرة، وتعذر على الرابع أيضا إكمال مساره من محطة المحمدية صوب الدارالبيضاء؛ وهو ما أسهم في حصول ارتباك على مستوى التنسيق بين مواعيد مرور كل واحد من القطارات سالفة الذكر. وعبّر أحد الركاب القادمين من العاصمة الاقتصادية عن غضبه الشديد من التوقف الذي عرفه القطار، مشككا في الأسباب التي قدمها المسؤولون بالمكتب الوطني للسكك الحديدية بشأن التأخير والمتمثلة حسبه في "الانتظار من أجل إخلاء السكة من قطارات أخرى"، مضيفا أن الوضع بات لا يحتمل داخل المقطورات؛ موضحا ذلك بالقول: "ظللنا محتجزين داخل القطار وتأخرنا عن التزاماتنا.. إنها بداية أسبوع موفقة جدا". أحد أعضاء المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي كان بدوره على متن أحد القطارات المتوقفة، عبّر عن استيائه من التوقف الذي شاب حركة القطارات صباح اليوم، كاشفا في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" عن حالته داخل مقطورات القطار بالقول: "ركبت القطار بالمحمدية باتجاه الرباط عند الساعة التاسعة وإلى حدود الآن، أي ال10 وثلاثين دقيقة، وصلنا بوزنيقة.. بهذه الوتيرة، سأصل الرباط في رمضان القادم". عمل تخريبي مصدر من داخل المكتب الوطني للقطارات أكد، في تصريح لهسبريس، أن الارتباك الحاصل على مستوى سير القطارات هذا الصباح راجع إلى عمل "تخريبي" مسّ الأسلاك الكهربائية في جزء منها، وبالضبط بالمقطع ما بين الرباط وتمارة، موضحا أن بعض الأشخاص قاموا بقطع هذه الأسلاك متسببين في توقيف حركة جميع القطارات القادمة من والمتوجهة إلى محطة الرباط. وأوضح المصدر ذاته، غير راغب في كشف اسمه، أن تعامل المكتب سالف الذكر مع مثل هذه الأعمال التخريبية يتطلب قطع الكهرباء عن المسار بأكمله من أجل تغيير السلك المتضرر، مؤكدا أن حل الإشكال وسرعة التدخل من لدنتقنيي "ONCF" يخضع للمعايير الدولية في هذا المجال، حيث يتطلب إصلاح الضرر ما بين ساعة إلى ثلاث ساعات. وأكد المتحدث ذاته أن الفرق التقنية المشتغلة لدى مكتب "قطارات الخليع" تمكنت من تجاوز الإشكال وإصلاح السلك الكهربائي الذي تعرض للقطع من لدن مجهولين، لتعود بذلك حركة القطارات تدريجيا إلى سيرها العادي، معبرا في الوقت ذاته عن تنديد المكتب بمثل هذه التصرفات التي يتعرض مرارا وتكرار، وفق قوله.