عرفت مصر قبل خمس أو ست سنوات حركات احتجاجية متصاعدة، تزعمها الشباب الذين استهان بهم كثير من السياسيين والمتتبعين في مصر وخارج مصر. ووصف قيادي في الحزب الوطني الحاكم هؤلاء الشباب بأنهم صغار لا أهمية لهم معبرا باللهجة المصرية: "شوية عيال". تأسست حركة شبابية في السادس من أبريل عام 2006 عرفت بحركة شباب السادس من أبريل ، تماما كما تأسست عندنا حركة شبابية يوم 20 فبراير واتخذت هذا التاريخ اسما لها ، صحيح أن هناك حركات أخرى قبل عام 2006 تأسست في مصر وأولاها "حركة 20 مارس من أجل التغيير التي تأسست عام 2003" ثم تلتها"الحركة المصرية من أجل التغيير" المعروفة اختصارا بحركة "كفاية" ، وهي التي كانت تضم رجال السياسة المجربين ومفكرين من أبرزهم فقيد الفكر والنضال : عبد الوهاب المسيري رحمه الله ، هذه الحركة التي نادت بشعارها الشهير : " لا للتمديد لا للتوريث" .وفي عام 2007 نشأت حركة أخرى : "الحركة المصرية من أجل الديمقراطية" لمواجهة التعديلات الدستورية لذات العام ، وتأسست حركة أخرى سميت بحركة "تضامن" . حركة واحدة من بين هذه الحركات هي التي استطاعت النجاح والتأثير وهي "حركة شباب 6 أبريل من أجل التغيير" التي أومأنا لها ، وذلك بفضل استثمار عنصر الأنترنت والتواصل الإجتماعي ، وقد ورد في بيانها التأسيسي ما يلي : " نحن مجموعة كبيرة من الشباب لا يجمعنا إلا حب هذا البلد والرغبة في إصلاحه... كانت بداية جمعتنا في 6 إبريل... جمعتنا الرغبة في إنقاذ هذا الوطن بعدما أدركنا جميعاً فداحة الوضع الراهن... ورغم أن الغالبية العظمى منا لا تنتمي إلى أي تيار سياسي، فإننا مصممون على إكمال الطريق. ونحن نعلن غضبنا وتمردنا على هذه الأوضاع التي لم تترك أخضر ولا يابسا". ثم توالت بعد ذلك الحركات التي تسير على نهج هذه الحركة في استثمار التواصل الآلي على الأنترنت ، لتدعو في الأخير إلى ثورة ميدان التحرير ، ثورة 25 يناير ، التي أطاحت بنظام محمد حسني مبارك . وحسب المراقبين فإن الحركة تفتح آفاق المستقبل ، مستقبل التقدم والإزدهار والديمقراطية ، بعد أفول نجم الإستبداد بكل تشكيلاته.. هاهي الحركة الشبابية 20 فبراير في المغرب تتعرض لذات الإستهزاء ، لذات المآمرة من الدولة والأحزاب والإعلام ، الأحزاب التي ستصوت بنعم على الدستور الممنوح تعطي رسالة ضمنية للحركة : إنكم تريدون الفوضى وعدم الإستقرار ، من خلال قولهم : " سنصوت بالإيجاب على الدستور لأننا نريد الإستقرار " ، وهذا النوع من التركيب يحمل دائما كلاما تقديريا ، وهو موجه للحركة ، حركة " 20 برهوش " كما يسمونها تماما كما سموها في مصر : "شوية عيال" ! فدار عليهم البراهش وأسقطوا نظام الدولة وهاهو رئيسها في أسوأ حال لم ترد على تصوره أو أحلامه لا هو ولا زوجته ولا أبناؤه في معجزة تاريخية مباغتة كالموت.. حركة 20 فبراير المباركة تضم في صفوفها صفوة الشباب المغربي ، الذين فاجأوا الجميع بما فيهم جميع الحزاب الذين اعتادوا الإنسلال من خلال ضعف وركة أتباعهم ، أحزاب ليس في مصلحتها أن تظهر هذه الحركة أو تستمر لأن ذلك يعني نهايتها فهي لم تكن يوما مع الشعب إلا بخطابات لا تسمن ولا تغني من جوع ونوابهم يكدسون الجيوب من دون أن يقدموا شيئا لتطلعات المواطنين . إن حركة 20 فبراير ليست إلا إرهاصا لشيء واحدا لا يمكن أن يوقفه هذا الدستور الممنوح ، إرهاص لسقوط الإستبداد والإستعباد ، والسيناريو المقبل حتى وإن مرر الدستور الموهوب من تحت الحصير هو سيناريو انضال والإحتجاج لأن الشباب تيقظ ، والأحزاب والنقابات انكشف عنها اللثام وعرف وجهها القبيح وفعلها المشين في الإتجار بآمال المواطنين واستثمار آلامهم لصفقات فئوية . إن القضية ترتبط بما هو نفسي ولا يخضع لمقاييس الأرقام الموهمة والتقارير الزائفة ، إنه كسر حاجز الخوف . [email protected] www.anrmis.blogspot.com facebook : hafid elmeskaouy