تعيش عدد من مناطق المغرب على وقع موجة برد من المتوقع أن تستمر نهاية الأسبوع الجاري، على أن تشهد درجات الحرارة انخفاضا أكبر منتصف الأسبوع المقبل، في وقت تعيش على وقعه القارة الأوروبية طقسا سيئا وانخفاضا مهولا للحرارة، أدى إلى تجمد مياه عدد من أكبر الأنهار بها. الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بالمديرية الوطنية للأرصاد الجوية، أفاد بأن درجات الحرارة تتراوح حاليا ما بين 4 و3 درجات في الليل، خاصة على مستوى مرتفعات الأطلس والريف والجنوب الشرقي والهضاب العليا الشرقية. وأبرز يوعابد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن درجات الحرارة ستتأرجح ما بين درجتين و6 درجات خلال الليل في كل من سايس وولماس والرحامنة وتانسيفت واللوكوس والغرب. وتوقع المتحدث أن يصل انخفاض درجات الحرارة إلى ذروته منتصف الأسبوع المقبل، خاصة يومي الأربعاء والخميس، نتيجة قدوم منخفض من شمال شرق البلاد، من المحتمل أن يعطي تساقطات ثلجية بالهضاب العليا الشرقية ومرتفعات الأطلس، بالإضافة إلى كتل هوائية باردة قادمة من القارة الأوروبية في اتجاه دول المغرب العربي. من جانبه، عزا خبير المناخ محمد قروق موجة البرد القارس التي تجتاح المغرب إلى المناخ الجديد، نتيجة ما أسماه "الاحترار الأرضي"، موضحا أن هذا التحول تم فعلا علاقة بالدورة الهوائية. وأوضح أستاذ علم المناخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك بالدار البيضاء، في تصريح لجريدة هسبريس، أن "المجال الموجب لطاقة الأرض بين المدارين اتسع بفعل الاحترار، ما أثر على الدورة الهوائية"، مسجلا أن "من المعهود أن تسجل الحركة الهوائية أثناء الفصل البارد حركة من الغرب إلى الشرق بطريقة مستقيمة أو شبه مستقيمة". وأشار الخبير المناخي ذاته إلى أن هذا التحول بات واضحا منذ 2010، إذ يطغى الطابع الالتوائي للدورة الهوائية في القسم الشمالي من الأرض، موضحا أن المجال الموجب يرتفع نحو الشمال والمجال السالب نحو الجنوب، ويصل إلى حدود إيطاليا، وهو ما لم يكن معهودا. ولفت الأستاذ الجامعي ذاته إلى أن فصل الشتاء يشهد انتقالا عرضيا بين مجال سلبي بارد في أوروبا وقطب إيجابي دافئ في جنوب البحر الأبيض المتوسط، وهو ما لم يعد الآن، مبرزا أن الدورة الهوائية تدفع الحرارة نحو القطبين والبرودة نحو إفريقيا، إذ ستصل المغرب موجة باردة، كما ستصل إلى الجزائر وتونس.