أكدت نيكول أسيلي، وزيرة الشباب والرياضة الغابونية، جاهزية بلادها لاستضافة نهائيات النسخة الحادية والثلاثين من منافسات كأس إفريقيا للأمم، مُطَمئنةً مكونات منتخبات المجموعة الثالثة التي ستلعب مبارياتها برسم الدور الأول من البطولة بملعب أوييم بكون هذا الأخير بات جاهزاً بنسبة مائة في المائة؛ وهو ما سيكفل لكل من المغرب وكوت ديفوار وكونغو الديمقراطية والطوغو تقديم مباريات من المستوى العالي، خصوصاً في ظل الحالة الممتازة التي بات عليها عشب الملعب. وزيرة الشباب والرياضة الغابونية، التي خصّت "هسبورت" بحوار تطرقت فيه لبعض الجوانب التنظيمية الخاصة بنهائيات "الكان" قبل أيام قليلة فقط من انطلاق البطولة، تحدثت أيضاً عن حظوظ المنتخب المغربي في المجموعة الثانية، مشيدةً بالتجانس الذي يطبع عرين "الأسود" وكذا المستوى الكبير للاعبين المغاربة خاصةً على المستوى الفردي، فضلاً عن أمور أخرى تكتشفونها في الحوار الآتي: - إلى أيّ درجة تظنون أن الغابون جاهزة لاحتضَان نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2017؟ قبل أيام من انطلاق منافسات "الكان"، أجدني شخصياً كوزيرة للشباب والرياضة الغابونية سعيدة جداً. أنا مرتاحة لمدى جاهزية البلاد لاحتضان هذا العرس القاري، خاصةً بعد إشرافي شخصياً على القيام بزيارة تفقدية لكل مرافق المدن الأربع التي ستحتضن مباريات "الكان"، بما في ذلك "أوييم" و"بور جونتيل". مدينتا "ليبروفيل" و"فرانس فيل" كانتا أقل معاناة من الضغط نظراً لاحتضانهما سابقاً مباريات عن كأس أمم إفريقيا 2012، ولم تحتج مرافقهما سوى لبعض الإصلاحات الطفيفة. أنا سعيدة، كما سبق أن قلت؛ لأنني أستطيع الآن أن أؤكد لكم أن الغابون قد استجابت لدفتر التحملات المفروض من لدن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. البنيات التحتية الرياضية بما في ذلك الملاعب وملحقات التداريب، فضلاً عن سعة الفنادق وجودتها، كلها باتت في أتم الجاهزية في المواقع الأربعة المقرر أن تحتضن نهائيات "الكان"، حتى يكون الحفل الكروي القاري ناجحاً بامتياز. - لكن مدينة وملعب أوييم، حسَب تقارير الصّحافة الغابونية، ليسا جاهزين تماماً لاحتضان المسابقة، والأشغال بهما لم تجر كما كان مخططاً لها، ما تعليقك؟ أدرك جيداً أنه كانت هنالك بعض الشكوك حول قدرة ملعب أوييم على استضافة مباريات المجموعة الثالثة من منافسات "الكان"، بالنظر إلى ما صاحب موعد التسليم من تأخير نسبي، وكذا الوتيرة التي عرفتها الأشغال بالملعب؛ لكن بالنسبة إليّ كوزيرة، وكذلك الشأن بالنسبة إلى الحكومة الغابونية ككل، لم يكن لدينا أدنى شك حول أن الملعب ومرافقه ستكون جاهزة مائة في المائة قبل انطلاق البطولة. لقد خصصت زيارة تفقدية أخيراً للملاعب الأربعة التي ستستضيف مباريات الكان، وبالنسبة إلى ملعب أوييم، فأؤكد لكم أنه جاهز، وكل مرافقه باتت متاحة للاستغلال.. سترون ما أصبح عليه الملعب مقارنةً مع الانتقادات التي سبقت افتتاحه.. وبالمناسبة، فقد تمت إقامة مباراة تجريبية أمس على أرضيته، وظهر جلياً أن العشب بحالة جيدة وستكون مسرحاً في حجم التطلعات بالنسبة إلى مباريات منتخبات المغرب والكوت ديفوار والكونغو الديمقراطية. - بصراحة.. هَل راودتكم في فترة من الفترات شكوكٌ حول قدرة الغابون في إنجاح النّسخة ال31 من منافسات "الكان"، خاصةً في ظل تدهور الوضع السياسي والأمني عقب إعادة انتخاب علي بونغو رئيس للجمهورية وما خلفه ذلك من تأجيج لغضب المعارضة وسقوط أرواح في صفوف المُوَاطنين؟ أبداً، لم نشكك ولو لمرة في مدى قدرة الغابون على تنظيم "الكان"؛ فالأمر بالنسبة إلينا أولاً وأخيراً هو التزام رسمي من لدن رئيس الجمهورية، علي أونديمبا بونغو، تجاه العالم، والذي اتخذت منه الحكومة واجباً لتحقيقه وإنجاحه.. فلا الأزمة المادية التي ضربت العالم والتي حدت فعلاً من هامش تحضيراتنا، ولا المشاكل السياسية التي ذكرتموها استطاعت التأثير في السير العادي للأشغال أو أن تعيدنا خطوة إلى الوراء. الانتخابات مرت في غشت، وقد باتت من الماضي، الآن نحن مقبلون على تجمع رياضي من المستوى العالي، وهذا ما نركز عليه من أجل إنجاحه. - إذن، أنتم مُرتاحون للوضع الأمني بالغابون، بالرغم من تهديدات المُعارضة بإفساد "الكان"؟ طبعا، وأطمئن كل الوفود المرتقب أن تحل بالغابون بمناسبة "الكان"، وكذا الجماهير وعشاق المستديرة المنتظر أن يحضروا لمتابعة البطولة، أن الحكومة الغابونية قد اتخذت كل الإجراءات الأمنية اللازمة لكي تمر فترة إقامتهم في البلاد في أحسن الظروف، سواء داخل أو خارج الملعب. وهذه التدابير يجري تطبيقها في النقاط الأربع المنتظر أن تستضيف البطولة، أي في بليبروفيل وفرانس فيل وبور جونتيل وكذا أوييم. - تحدّثتم عن الأزمة المادية العالمية وتأثيرها على تحضيراتكم لاحتضَان "الكان"، كم بلغت التكلفة المالية لتنظيم الغابون للعُرس القارّي؟ البطولة لم تنته بعد.. هي لم تبدأ حتى، لذلك فسيكون من السابق لأوانه الإفصاح عن مبلغ محدد خاصةً في ما يخص التكلفة العامة للتنظيم. اللجنة التنظيمية لكأس أمم إفريقيا وكذا الحكومة الغابونية سيعلنان عن ذلك في الوقت المناسب؛ فالأمر واجب بالنسبة إلى تلجمهورية تجاه دافعي الضرائب من المواطنين الغابونيين. - بعيداً عن الأمور التنظيمية، كيف ترَوْن، بصفتكم وزيرة للشباب والرياضة الغابونية ومتتبّعة، حظوظ المُنتخب المغربي في "كان" الغابون؟ المنتخب المغربي لديه مجموعة متجانسة، ويتوفر على لاعبين موهوبين ومدرب كبير غني عن التعريف في القارة الإفريقية.. ولكن، وكما تعرفون، ففي هذه المرحلة من المنافسة، كل المنتخبات تستحق أن تتوج بطلة، وكلها تدخل النهائيات بحظوظ متساوية.. وبطبيعة الحال، فأنا سأشجع الغابون. - هل من تسهيلات للجماهير المغربية الرّاغبة في التوجه إلى الغابون لحضُور "الكان"؟ اللجنة التنظيمية تقوم بكل ما في وسعها لتسهيل مهمة الأنصار للتنقل إلى الغابون بتنسيق مع السلطات المعنية، كما هو الحال بالنسبة إلى الوفود الرسمية والمواطنين الغابونيين الذين ينوون متابعة العرس القاري.. على أية حال، فالغابون معروفة بكونها أرض مضيافة.. وستكون لكم الفرصة للتأكد من ذلك بأنفسكم والاستمتاع بكل معاني الترحاب.. نحن ننتظركم بأذرع مفتوحة! - ماذا عن حفل الافتتاح الخاصّ بنهائيات "الكان"؟ بالنسبة إلى الاحتفالات، سواء تلك الخاصة بالافتتاح أو الختام، شخصياً، أفضّل عدم الخوض في تفاصيلها مخافة الإفصاح عن أكثر مما هو مسموح للحفاظ على جانب التشويق لدى المتلقين.. لقد كلفنا لجنة خاصة بهذا الجانب وهي نفسها التي كانت تكلفت بحفلي "كان" 2012، وقد كان هذا الموعدان من بين أفضل وأروع الاحتفالات بشهادة الجميع، حيث تضمنا ألعاباً بالأضواء وموسيقى وصورا.. تذكروا! - بماذا تَعِدون الجماهير التي ستحلّ بالغابون لمتابعة النسخة ال31 من كَأس أمم إفريقيا؟ أدعوهم أولاً إلى الحضور بكثافة، لمؤازرة منتخباتهم. في الغابون، كل الأفارقة يحسون بأنهم في بلدهم الأصلي.. هذه "الكان" هي احتفال بوحدة والتحام الشعوب، وخاصةً شباب إفريقيا.. أقول للأنصار الذين سيشرفوننا بحضورهم: "إنكم ستجدون هنا إخوانكم وأخواتكم يستقبلونكم بعبارة سامبا والتي تعني مرحباً.. وسامبا، بالمناسبة، هي اسم تميمة كان الغابون". * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com