أثارت أطروحة لنيل شهادة دكتوراه باللغة العربية، حول مرض الصرع ومسبباته وطرق علاجه، تقدّم بها طالب يدعى عبد الكريم برودي (الصورة) بكلية الطب والصيدلة التابعة لجامعة فاس، جدلا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بسبب اشتمال لجنة المناقشة على عضو بالمجلس العلمي لفاس. وتقدّم الطالب بأطروحة الدكتوراه حول مرض الصرع ومسبباته وأنواعه وطرق علاجه، يوم 30 دجنبر 2016، أمام لجنة متخصصة مكونة من الدكتور عبد الهادي رويمي، أستاذ في طب الجهاز العصبي رئيسا للجنة، وزهير السويرتي، مبرز في التخصص ذاته، مشرفا على الأطروحة، وعضوية كل من محمد بنزكموت، متخصص في جراحة الدماغ، وأيضا الوزاني برداعي بصفته مهندسا وعضوا بالمجلس العلمي. وأبدى نشطاء فيسبوكيون استغرابهم من وجود مهندس لديه خلفية فقهية في لجنة لمناقشة أطروحة لنيل دكتوراه في الطب الحديث، وعاد بعضهم إلى "السيرة المهنية" للمعني بالأمر، فوجدوا بحسبهم أنه حائز على شهادة الهندسة من المدارس العليا للمهندسين بمدينة ليون الفرنسية. ونقّب فيسبوكيون في شهادات عضو المجلس العلمي لفاس، فوجدوا أنه حصل على شهادة في علوم التربية والتكوين من جامعة سان دوني بباريس، وإجازات شرعية في الخطابة والوعظ والإرشاد، وإجازة في تكوين وتأطير الحجاج، كما ألف كتبا حول "إشراقات القرآن الكريم" و"مظاهر الكرم من خلال سورة القلم". وتساءل معلقون كيف تم القبول بعضوية خطيب وواعظ بمساجد فاس، وخبير في علم التخطيط والبرمجة، وتوظيف الإعلاميات في ميدان التدريس والتكوين والوعظ، ضمن لجنة مناقشة أطروحة من قيمة الدكتوراه في الطب، وماذا سيضيف حضوره إلى حالة فتاة مصابة بالصرع شهدها المستشفى الجامعي بفاس منذ أيام قليلة. ودافع معلقون آخرون عن حضور عالم الدين في لجنة مناقشة شهادة الدكتوراه في الطب خول الصرع، باعتبار أن هذا المرض تحديدا له علاقة بمجال الشرع والفقه، حيث كتب فقهاء وعلماء حول الموضوع، كما أن الكثير من المغاربة يربطون الصرع بالشعوذة والسحر، فكان حضوره ضروريا من أجل دعم الأطروحة العلمية. وقال آخرون، مدافعين عن حضور المهندس والعضو بالمجلس العلمي لفاس في لجنة مناقشة أطروحة دكتوراه طبية، إنه لا توجد فوارق بين الدين وبين العلم، وأنهما يسيران جنبا إلى جنب، هدفهما واحد هو إسعاد البشرية، وبالتالي لا يمكن "شيطنة" عالم دين إذا ناقش لجنة علمية بخصوص موضوع طبي، فلا شك في أن "لديه الخبرة الكافية ليقول كلمته في هذا التخصص".