"اسمحوا لي لن أخرج حزب الاستقلال من الحكومة، وسأعتبر هذه لعنة التاريخ"، هكذا خاطب رئيس الحكومة المعين، عبد الإله بنكيران، مناضلي حزبه قبل أسابيع، وهو يدافع عن وجود حزب الاستقلال إلى جانبه في الحكومة، رافضا أن "يكون مسخوطا" لوالدته الراحلة مفتاحة الخزرجي التي كانت استقلالية. ويبدو أن "السياسة كاتْحَنَّت"، كما سبق أن صرح بذلك رئيس الحكومة المعين نفسه، بعدما قرر تخليه عن حزب الاستقلال، الذي أبدى تشبثه بالمشاركة في الحكومة، لكن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية لم ير بدا من إبعاده لإنهاء حالة "البلوكاج" التي تمر منها المشاورات. وقال بنكيران قبل أسابيع: "الوالدة مناضلة في حزب الاستقلال، وأعتقد أنها ماتت استقلالية رغم أن ابنها أمين عام العدالة والتنمية"، مضيفا: "لا يمكن أن يكتب التاريخ أني أخرجت حزبا لصالح إدخال حزب آخر، والله يشهد أنه ولو طلب مني حزب الاستقلال إخراج التجمع والله لن أقبل"؛ وذلك في رفضه مخالفة ما كانت عليه والدته. رئيس الحكومة المعين، وهو يدافع عن حزب "الميزان"، رفض "سخط" الوالدة لكونها، على حد قوله، "مناضلة في حزب الاستقلال رحمة الله عليها، وآخر مرة صوتت لم تكشف عمن صوتت"، مبرزا أنها "قالت لواحد من الدْراري ماشي شُغْلك عندما سألها هل صوتت لصالح العدالة والتنمية أم حزب الاستقلال". "هذا حزب الاستقلال وليس شباط، ومن الوفاء للوطن أن يتنكر حزب العدالة والتنمية لحزب علال الفاسي"، يقول بنكيران، في الموعد السابق الذي سجل أن "شباط قال إنه سيكون مع الحكومة بدون مناصب، وسيساندنا"، متسائلا: "هل أقول له لا، أريد أن أفهم؟". رئيس الحكومة المعين اعتبر، في الموعد الحزبي، أن "حزب الميزان عتيد، وله رصيد وسيظل عنده، والأحزاب السياسية يسند بعضها بعضا"، مشيرا إلى أن "مطالب أخنوش بإبعاد الاستقلال غير معقولة، وهذا الكلام لا يجب أن يكون موجودا؛ لأن الرئيس هو أنا، وصلاحياتي أن أعد اللائحة وأرفعها إلى جلالة الملك". وفي هذا الصدد، يرى بنكيران، في خرجته السابقة، أن "إخراج حزب الاستقلال وإدخال التجمع غير معقول، وغير ممكن من الناحية الأخلاقية والسياسية"، مشددا على أن "مطالبتي بإبعاد الاستقلال والإشارة إلى أني المسؤول على البلوكاج غير معقول وظلم، وهذه القضية لن تكون لأنها غير ممكنة في غياب حجج لإخراج هذا الحزب".