في استعراضه للأسباب الكامنة وراء تأخر تشكيل الحكومة، التي تجاوزت مدة مشاوراتها ثلاثة أشهر؛ أكد محمد الهاشمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ابن زهر بأكادير، أن الأمر يعود بالأساس إلى اللحظة المفصلية التي يمر منها مغرب ما بعد دستور 2011. وأوضح الهاشمي أن "البلوكاج" السياسي الموجود حاليا "ليس الأول من نوعها في تاريخ المغرب المعاصر؛ بل سبقه "بلوكاح" مماثل مع حكومة التناوب التوافقي، التي أشرف عليها الزعيم الاتحادي عبد الرحمن اليوسفي، وهو ما يؤكد على أن هذا الوضع السياسي مرتبط بالأساس بالظرفية المفصلية التي يمر منها المغرب". وفي تشريحه "للبلوكاج الحكومي" من زاويتي السياسي والدستوري، زاد الباحث السياسي، ضمن الندوة التي نظمها مركز هسبريس للدراسات والإعلام مساء يوم الاثنين بالرباط، بالتأكيد على أن تسليط الضوء على هذا الموضوع يستوجب نظرة شمولية تستحضر العديد من النقط خاصة أننا نعيش خلال الظرفية الحالية ما سماه ب"إعادة توزيع السلطوية"، في ظل وجود سلطة منتخبة ما زالت لم تمسك بزمام الأمور بشكل قوي. كما أن اختيارات الحكومة لا تتجاوز السقف المرسوم من لدن المجلس الوزاري؛ "وبالتالي، فالمسألة مرتبطة، بالأساس، بصراع حول إعادة تشكل ميزان القوى للهياكل الحكومية المقبلة". وحول اللقاء الذي جمع عبد الإله بنكيران، المكلف بتشكيل الحكومي، بمستشاري الملك؛ رد الهاشمي المبادرة إلى اجتهاد من لدن القصر لحل المشكل الذي يطرحه الفصل ال47، "فحضور الملك، في شخص مستشاريه، يعد امتدادا لأحقية الملك في التعيين وممارسة لصلاحياته الدستورية بحكم أنه الساهر على حسن سير المؤسسات، أي أنه تطبيق للفصل 47 بطريقة مرنة". وعرج الباحث السياسي على التصريحات الأخيرة لحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، حول الحدود المغربية الموريتانية، والتي زادت من تشبث حزب التجمع الوطني للأحرار في موقفه الرافض لمشاركة التحالف الحكومي مع الاستقلال. واستطرد المتحدث ذاته بالقول إن "تردي العلاقة بين الحمامة وبين الميزان نابع بالأساس من عدم ثقة الأحرار في هذا الأخير؛ حتى لو غادره شباط"، مضيفا أن الفصل بين شباط وبين حزبه خلال المشاورات الحكومية من شأنه أن يحدث العديد من المتغيرات على ملامح الحكومة المرتقبة. وخلص الهاشمي إلى التأكيد على أن عبد الإله بنكيران يوجد الآن بين نارين، بحكم أنه لا يمكنه أن يشكل حكومة دون الأحرار، الذين سيشكلون قنطرة للحكومة للتواصل مع مركز القرار والمؤسسات الفاعلة في المملكة، قبل أن يضيف أن بنكيران لن يعتمد القرارات التي خرج بها حزب الاستقلال خلال مؤتمره الأخير "التي كانت عاطفية"، على حد تعبير أستاذ العلوم السياسية بجامعة ابن زهر بأكادير.