في الصورة عملة ريفية تعود للقرن الماضي خلفت خرجات شاب ريفي يدعى محمد شملال ضجة إعلامية في أوساط الفعاليات الحقوقية والسياسية المغربية على شبكة الأنترنت. وبدأت هذه الضجة مع زيارة الملك الاسباني خوان كارلوس وعقيلته صوفيا إلى كل من المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية. شملال قال في مقالات له عممت من قبل "الباد"، وهو يعني اختصارا قطب العمل الديمقراطي، بأنه كفعالية ريفية يرحب بهذه الزيارة ويتمنى انفصال الريف عن المملكة المغربية. وخلفت هذه المقالات نقاشا سرعان ما تطور إلى اتهامات متبادلة بين أطراف أمازيغية ويسارية وأخرى إسلامية. وتعرض شملال لوابل من التهم أكبرها اتهامه بالخيانة ودعوة بعض الفعاليات الحقوقية المسؤول عن شبكة "الباد" إلى منعه من الاستفادة من "خدمات" هذه الشبكة التي تعمم بيانات المجتمعين المدني والسياسي على "المنخرطين فيها. "" وإذا كان شملال قد تعرض لسيل من الانتقادات من قبل أوساط يسارية وإسلامية، فإن نشطاء الحركة الأمازيغية أعلنوا عن تضامنهم معه، معلنين عن عريضة تضامنية مع من سموه بالمناضل الريفي الأمازيغي، وذلك "بعد طرده ظلما و جورا من مجموعة باد ماروك [PAD_MAROC] بسبب آرائه ودفاعه المستميت عن أفكاره غير المرغوب بها في تلك المجموعة، ونظرا لما يشكله هذا الطرد من مس بحقوق الإنسان والتضييق على حرية الرأي والتعبير". واعتبروا بأن طرده من هذه الشبكة إنما يستهدف حرية التعبير، قائلين بأن "لا ديمقراطية بدون حرية التعبير". ومن جهة أخرى، قال مدون أمازيغي رفض الكشف عن اسمه إنه تعرض للتهديد من قبل أطراف لم يسميها بعد أن أقدم على نشر عريضة التضامن مع الناشط الريفي الذي يطالب بما يسميه بحق الريف في تقرير المصير. وأضاف هذا المدون بأن شملال عندما فضل الاحتلال الاسباني على "الاحتلال المخزني العروبي لتلك المدينتين الريفيتين"، فإنه لا يعبر فقط عن رأيه الشخصي وإنما عن رأي "معظم شعب الريف". وذكر بأن الريفيون "الذين عاشوا أبشع أشكال الإرهاب والإقصاء والتهميش والظلم على يد النظام المخزني العروبي المقيت أصبحوا يفضلون اسبانيا الديمقراطية على الاحتلال العروبي المخزني الديكتاتوري في انتظار تأسيس كيان مستقل أو شبه مستقل حتى يستطيع الريفيون أن يسيروا شؤون منطقتهم الأمازيغية بأنفسهم بعيدا عن شر العروبة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى وفي كل ما تتجلى". ووقعت هذه العريضة التضامنية عدة أسماء معروفة في أوساط الحركة الأمازيغية، وضمنها مليكة مزان، وهي تقدم نفسها على أنها شاعرة أمازيغية ملتزمة، وسعيد البقالي، وهو دكتور عاطل ينحدر مما يسميه ب"الجمهورية الريفية المسلوبة"، وحسن الخمليشي، وهو من الفعاليات المدنية المعروفة في مدينة تارجيست بالحسيمة، وبوبكر اليديب، وهو ينتمي إلى منظمة تامينوت التي يقودها الناشط المعروف حسن إيد بلقاسم، وفريد الادريسي، وهو فاعل جمعوي بالريف، وعبد النبي إد سالم، وهو صحفي يشتغل بجريدة "العالم الأمازيغي" والذي تديره أمينة بن الشيخ، عضو المجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والحسين أزركي، وهو صحفي كان في السابق يشتغل بوكالة المغرب العربي للأنباء قبل أن يغادر للإقامة بفرنسا، وعلي خداوي، وهو من السبعة المنسحبين بمعهد الأمازيغية، وحسن أوهمو، وهو مدون أمازيغي ينتمي إلى المنتدى الأمازيغي للكرامة وحقوق الإنسان، وحمزة عبد الله صالح، وهو صحفي من الدارالبيضاء، وكريم مصلوح، وهو المنسق العام للجنة التحضيرية من أجل الحكم الذاتي لمنطقة الريف. [email protected]