المتبحر في عالم الأنترنت سيقرأ مفاجئات عن الانطباعات وردود الفعل الأولية التي خلفها إعلان زيارة الملك الإسباني خوان كارلوس وحرمه صوفيا إلى مدينتي سبتة ومليلية يومي الإثنين والثلاثاء. "" المفاجئات بالأساس تأتي من فعاليات ريفيةرحبت في الأحاديث المتبادلة في الشبكة العنكبوتية بجلالة الملك خوان كارلوس في سبتة ومليلية. وتقول إنها تنتظر الكثير من هذه الزيارة التي وصفها بعض هؤلاء بالميمونة. أحدهم، ويدعى محمد شملال، قال في إحدى هذه الأحاديث التي عممها "قطب العمل الديمقراطي" –الباد-: " كريفيون، نرحب بزيارة جلالة الملك خوان كارلوس الى مدينتي سبتة ومليلية. ونقول لبعض الناس الغرباء الدين يتدخلون في أمور لاتعنيهم في شيء (أمور بعيدة عنهم)، أن يلتزموا حدودهم ويقفلوا أفواههم وأبواقهم . لأن المدينتين شأن ريفي لا دخل فيه ولا علاقة له بالفاسيين ولا بأسيادهم، بل يعني (الشأن) أبناء منطقة الريف. فهم وحدهم الذين يحق لهم أن يقبلوا أو يرفضوا زوار مناطقهم . ماعداهم - بالنسبة للمنطقة - يعدون مجرد فضوليين مرتزقة لا محل لهم من الاعراب، صيحاتهم صيحات في واد...إن دار الكفرالديمقراطية العادلة - بالنسبة لنا - أفضل وأحسن بكثير من دار الاسلامويين الظالمة ( الغزاة العرب الاناننيون المستبدون، الذين أتوا بعيدا راكبين الدين قصد تحقيقأغراضهم وأهدافهم السياسية الذاتية)... وعليه، عودا على بدء، (مرحبا بجلالته والف مرحبا بالورد والحليب والتمر..) وليس إلى سبتة ومليلية فقط، بل إلى كل مناطقنا الريفية...". أما آخر لم يشأ ذكر اسمه، فقد صعد أكثر من خطابه قائلا بأن " سبتة ومليلية باعها وأهداها حكامكم. إنهم يضحكون عليكم، عندما يمثلون عليكم أنهم غيورين .. وعليه لوموهم هم بدل لوم اسبانبا وبدل التهجم". وتضمن كلام ناشط ريفي آخر خطاب مشابها يرد فيه على بيان اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والثغور المحتلة، بأنه يرى أن هذه اللجنة كان من المفيذ أن تعوض بلجنة "التحرير من هيمنة الفاسيين"، معتبرا بأن ( "هؤلاء هم الذين جعلوا خيرات المغرب ثروات الغير , اي خيرات الامازيغ وليست خيراتهم) كعكة يتقاسمونها مع أسيادهم الفرنسيين مقابل الدعم الغير المحدود لحكمهم الاستبدادي الفيودالي المطلق والمغلق على سكان المغرب الاولين. أما اسبانيا , فانها لم تضر احدا بل على العكس راه الاغلبية الساحقة ديال لمغاربة عايشين معاها، ماشي مع لفواسة المهيمنين على كل شيء لوحدهم (مصاصي الدماء إنهم هم الذين فقروا وجوعوا المغاربة وليس اسبانيا)". ويشير نشطاء جمعويون من منطقة الريف – شمال المغرب – بأن فكرة الحكم الذاتي للمنطقة أصبح يستقطب عددا هائلا من الفعاليات الجمعوية وخصوصا المحسوبة منها على الحركة الأمازيغية. ويبرر هؤلاء النشطاء ميلهم إلى هذه الفكرة بتعمق الظلم "التاريخي" الذي يحسون بأن النظام المركزي أنزله عليهم وعلى منطقتهم فقط لأن لهم خصوصيات ثقافية وحضارية. كما أن التهميش الاقتصادي الذي عانته وتعانيه هذه المنطقة يعمق من هذه القناعة لدى هؤلاء. وعلاوة على ذلك، فإن جزء كبيرا من الفئات الاجتماعية لا يربطها بالدولة المغربية أي رابط، سوى أداء الضرائب والوثائق الإدارية. متعيش هذه الفئات على اقتصاد المواد المهربة ومن حوالات مهاجريها في أوربا وجزء قليل منها تعيش على عائدات بذرة "الكيف". وبالرغم من أن "العهد الجديد" قام بمبادرات تجاه هذه الساكنة، إلا أنه يظهر أن الجرح غائر وأن التوجه العام لطاقاتها الشابة يتجه نحو فكرة الحكم الذاتي والانفتاح أكثر على الجارة الشمالية، المستعمرة القديمة التي أذاقت المقاومين الريفيين أشد أنواع العذاب والتي رشت مناطقهم بمبيدات سامة لا يزال ملفها مفتوحا لحد الآن. [email protected]