قال عمر أحرشان، القيادي في جماعة العدل والإحسان، ليس هناك "بلوكاجا"؛ لأنه لو كان سبب عدم تشكيل الحكومة دستوريا سيحلّ بالرجوع إلى الأعمال التحضيرية للدستور لفهم قصد المشرع إذا توفرت الإرادة السياسية، وإن كان المفروض في هذه اللحظة أن يسير رئيس الحكومة المعين في مسار تشكيلها إلى آخر لحظة ثم يعرض نفسه على البرلمان، وسيكون أمام أمرين إمّا ستنصّب الحكومة بنيل الثقة أو لن تنال الثقة وسيكون الحل الطبيعي بإعادة الانتخابات. واعتبر عمر أحرشان، الذي كان يتحدث في ندوة نظمتها جماعة العدل والإحسان بسطات مساء الأحد بعنوان "العدل والإحسان وأولويات المرحلة"، أن عبد الإله بنكيران خلق "بلوكاج" ذاتيا لكونه لم يذهب إلى تشكيل الحكومة إلى آخر مرحلة وعرض مشروعه على البرلمان، بقوله "ليست نهاية الدنيا أن يتقدم بنكيران أمام البرلمان، أو بخطاب أمام الرأي العام يعلن فيه فشله في عدم قدرته على تشكيلها"، لكون الموضوع لا يتطلب لا شجاعة أو جبنا؛ بل هو توفّر الانضباط في مقتضيات العملية الديمقراطية في تشكيل الحكومة، بحيث يغيب احترام هذه الضوابط في هذا الشأن معبّرا عن صعوبة تقييم الأمر سياسيا. وأفاد المتحدث، في مداخلته أثناء هذه الندوة التي تتزامن مع الذكرى الرابعة لوفاة الشيخ عبد السلام ياسين، أن العدل والإحسان فاعل مثل باقي الفاعلين في الساحة المغربية، له تصوّره للمرحلة واقتراحاته لكيفية التعامل معها، موضّحا أن المرحلة التي يعيشها المغرب طويلة منذ التسعينيات، ومؤطّرة بعدة أطروحات منها أطروحة العهد الجديد التي تميزت بإعطاء الأولوية لما هو اقتصادي واجتماعي، حيث بدأ الحديث عن الأوراش الكبرى والمخطط الأخطر ومدونة الأسرة والاهتمام بالمرأة والمعاقين، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مقابل تراجع حقوقي وجمود في الدستور القاصر عن تدبير المرحلة. وحول شروط دخول جماعة العدل والإحسان في اللعبة السياسية، قال أحرشان إن شروط الجماعة عادية جدا، ملخّصا إياها في أخذ الجماعة حقها في التنظيم والإعلام والتواصل مع المجتمع وتغيير الدستور، باعتباره الأساس الذي يحتكم إليه، مع توفير شروط الانتخابات النزيهة، معتبرا أن الحوار هو الحل الوحيد المنقذ في المغرب من الفساد مستبعدا الوسائل الأخرى التي تمّ تجريبها دون جدوى. وأوضح القيادي في جماعة العدل والإحسان أن الدولة الطبيعية هي التي يكون فيها التوازي الضامن للتكافؤ بين السلطة والمجتمع، مشيرا إلى أن وتيرة مطالب المجتمع المغربي وانتظاراته أصبحت متقدّمة جدّا على عرض السلطة وأدائها، وهذا ما أدى إلى العزوف السياسي، معللا ذلك بكون المواطن المغربي لا يلقى ذاته في البرامج الانتخابية، فيلتجئ إلى الاحتجاج الإيجابي أو السلبي بعدم أداء الضريبة أو عدم أداء الواجب المهني كما ينبغي مثلا. وطمأن المتحدث الحاضرين بعدم الخوف على المجتمع المغربي كثيرا، بالرغم من عدم رضاه على الواقع؛ فهو شعب غير عنيف خلال المرحلة المفصلية، بل يريد تحقيق المطالب، محذّرا في الوقت ذاته من غياب المؤطّرين؛ وهو ما يؤدي إلى حدوث الفوضى العارمة، على حد تعبير أحرشان.