رغم حالة الجمود التي يعيشها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (أوطم) التي امتدت لحوالي 35 سنة، بعدما فشل في عقد مؤتمره ال17، سعت المسيرة المخلدة للذكرى 60 لتأسيسه إلى نفض شيء من الغبار عن التنظيم الطلابي وإعادة الروح إليه، خاصة مع مسعى الحكومة نحو "الإجهاز على مقره التاريخي"، بحسب التنسيق الوطني للاتحاد الوطني لطلبة المغرب. مصطفى براهمة، الكاتب الوطني للنهج الديمقراطي أحد التنظيمات السياسية التي نتجت بعد الزخم الذي عرفته الحركة الطلابية ما بين سنوات السبعينات والتسعينات، تشبث، خلال تصريحه لجريدة هسبريس، بوهج "أوطم" قائلا: "رغم أن الحكومة الحالية تحاول مصادرة مقر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، إلا أن الاتحاد لازال قائما كمنظمة نقابية ولازال رئيسها حاضرا، مع التطلع إلى إعادة بنائه وأسسه بتوافق بين كل فصائله". وحول السبب الذي يمنع من اتخاذ إجراءات عملية داخل المنظمة الطلابية، ولو من خلال السعي إلى عقد المؤتمر 17 للاتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي لم يكتب له النجاح سنة 1981، أرجع البراهمة ذلك إلى سببين؛ الأول يعود إلى "عامل القمع المخزني الذي له تجربة طويلة مع الاتحاد، خاصة بعدما قام بحضره"، فيما السبب الثاني "يكمن في كون الفصائل الطلابية، سواء التاريخية أو الجديدة، لم تتوافق على إعادة بنائه". وبهذا الخصوص، قال المتحدث نفسه: "نأمل أن يتم تجاوز هذا الوضع لما فيه من مصلحة للبلاد والطلبة والحركة الديمقراطية، باعتبار أوطم المدرسة التي أنجبت كل نخب الأحزاب بمختلف تلويناتها". وفيما تصدرت "الوجوه القديمة" للاتحاد الوطني لطلبة المغرب الصفوف الأمامية للمسيرة، قال المحامي عبد الرحمان بنعمرو، أحد أبرز الأسماء المتشبثة ب"أوطم" وحضوره داخل الساحة، إن "الاتحاد لايزال قائما وحاضرا، والدليل على ذلك المسيرة المنظمة صباح اليوم بالرباط التي استجابت لها العديد من الجهات"، بتعبيره. أما مطالب المسيرة فلا تقتصر فقط على التشبث بالمقر، يقول بنعمرو، بل تتجاوز ذلك إلى مشاكل جوهرية مرتبطة بالأساس بالتعليم، "فنحن نطالب بمجانية التعليم وديمقراطيته وجماهريته، وهي الأهداف التي ينص عليها القانون الأساسي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب". ورفع المحتجون شعارات تندد بوضعية التعليم المغربي، خاصة مع اعتزام الدولة إلغاء مجانيته، مرددين "هذا تعليم طبقي أولاد الشعب في الزناقي"، "ناضل يا مناضل ناضل من أجل التعليم"، وغيرها.