تعيش المدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك بالدار البيضاء على وقع حالة من الاحتقان وغضب الأساتذة والطلبة، على حد سواء، جراء ما أسموه "خروقات وتجاوزات شابت عملية اختيار مرشح لمنصب أستاذ للتعليم العالي على مستوى نفس المؤسسة التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء". بيان موقع باسم رئيس شعبة الهندسة الميكانيكية بالمدرسة العليا للكهرباء والميكانيك "ENSEM"، "سجل وجود خروقات وتجاوزات واضحة وموثقة في ظروف ومسلسل المباراة، بدء بالاختيار الأولي المتعلق بانتقاء ملفات المترشحين إلى الاختبار النهائي المتعلق بالعروض". وأبرز الأستاذ عزيز مزيري، ضمن البيان ذاته، أن "هذه التصرفات أثارت شكوكا مشروعة حول احتمال عدم توفر الشروط العادية المتطلبة لاجتياز هذه الاختبارات واحترام مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المترشحين"، مسجلا باستغراب شديد ما اعتبره "تجاوزا وتغييبا متعمدا لشخصه كرئيس شعبة الهندسة الميكانيكية عن جميع مراحل هذه المباراة في خرق واضح للأعراف والمساطر الأساسية لعملية التوظيف". "أسجل أنه حين توصلي بما يفيد إجراء المباراة، اتصلت بالكاتب العام لاستفساره وأبلغته بعدم توصلي بأي إشعار أو طلب استشارة، وأبلغت المدير منبها إلى ضرورة تدخله العاجل لإنهاء وإيقاف الإجراءات، بسبب كونه خارج إطار شعبة الهندسة الميكانيكية ودون مراقبتها. وأوضح الأستاذ الجامعي أن من بين الخروقات المسجلة "عدم حضور بعض الأساتذة لمرحلة انتقاء ملفات المرشحين المؤهلة وعدم حضور بعضهم يوم اجتياز المباراة، بالرغم من أن المحضر النهائي للمباراة يتضمن توقيعاتهم"، مؤكدا أن "عملية الإجراءات المتعلقة بإتمام مساطر التعيين تم تسريعها"، وفق تعبير البيان. من جهته، استنكر مكتب طلبة المدرسة "محاولة إدارة المؤسسة تكريس الفساد وهيكلته؛ وذلك بالتستر على الخروقات التي فضحها رئيس شعبة الهندسة الميكانيكية، والمتمثلة في تسجيل خروقات نتجت عنها تجاوزات خطيرة تخص محضر إجراء مباراة توظيف أحد أساتذة التعليم العالي بشعبة الهندسة الميكانيكية"، وفق تعبير بيان تتوفر عليه جريدة هسبريس. وطالب البيان "الوزارة الوصية باطلاع الطلبة عن نتائج التحقيق الذي قامت به مفتشية التعليم العالي بعد منع إدارة المؤسسة الطلبة المهندسين من حقهم في التسجيل"، واستنكر "سياسة الانتقام التي تنهجها إدارة المؤسسة ضد الطلبة المهندسين وسد كل قنوات الحوار حول الملف المطلبي للطلبة والتضييق على أعضاء مكتب الطلبة ومنعهم من مزاولة مهامهم؛ وذلك بمنعهم من الولوج إلى الإدارة ومصادرة مقر مكتب الطلبة وإتلاف محتوياته". وسعت جريدة هسبريس إلى الاتصال برئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، ادريس المنصوري، غير أن هاتفه ظل يرن دون مجيب.