عاد عبد الحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، ل"تقطير الشمع" على كل من حزب الأصالة والمعاصرة وعزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، معتبرا أنهما السبب في "البلوكاج الحكومي"، وأنه إذا لم يتراجعا سيتم اللجوء إلى إعادة الانتخابات خلال مارس أو أبريل المقبلين. شباط، الذي تحدث اليوم السبت خلال اجتماع المجلس العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وصف حزب الأصالة والمعاصرة ب"الحزب الذي يريد تشويه المغرب"، مؤكدا أنه هو السبب في عرقلة تشكيل الحكومة، وقال: "لست أنا المكلف بتشكيل الحكومة ولست أنا السبب في عرقلتها (...) كل هذا يروج؛ لأن التراكتور يريد أن يظل في الحكومة". شباط اعتبر أن حزب الأصالة والمعاصرة كان ممثلا في تشكيلة الحكومة السابقة بشكل غير مباشر عن طريق وجود أخنوش بها، وقال: "الحكومة السابقة كان فيها التراكتور، وهم الناس الذين دخلوا للفلاحة وأصبحوا اليوم في التجمع الوطني للأحرار وصاروا يرأسونه"، معتبرا أن الحزب قام بتغيير منهجيته. وزاد قائلا: "بوجودنا رفقة العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية، الجرار لن تكون له نسبة كبيرة، ولن يؤثر في القرارات الكبرى، على عكس غاب الاستقلال عن الحكومة المقبلة"، مردفا: "وبالتالي تحالفنا هو استراتيجي لمواجهة هذا الغول، وليس بهدف المناصب". وواصل الأمين العام لحزب الاستقلال هجومه على كل من الأصالة والمعاصرة وأخنوش قائلا: "نحن لسنا مستعجلين. حينما يريدون تشكيل الحكومة فنحن موجودون، وإذا أرادوا هذا البلوكاج فعليهم أن يتحملوا مسؤوليتهم، إنهم فقط يزيدون الطين بلة ولن يحلوا المشكل، فإما الحكومة برئاسة بنكيران أو إعادة الانتخابات في مارس أو أبريل المقبلين". المتحدث نبه إلى أنه ليس هناك أية إمكانية للعودة إلى الحزب الثاني في الانتخابات من أجل تشكيل الحكومة، مؤكدا أن هذا أمر غير دستوري، معتبرا الوضع بمثابة تمرين ديمقراطي، إلا أن هناك في حكومة تصريف الأعمال "من يقوم بتصريف الأعمال المتعارف عليها دوليا، ومن يقوم بتصريف أعماله الشخصية". وعرج شباط على مقارنة الحالة المغربية مع ما وقع في إسبانيا قائلا إن المقارنة غير ممكنة؛ نظرا لأن "اسبانيا بها أحزاب ديمقراطية لا يتم تحريكها بجهاز التحكم عن بعد، كما أنهم لا يتوفرون على جرار يتحرك بالغاز". وأكد المتحدث أن الدستور الاسباني يختلف عن نظيره المغربي، ناهيك عن أن الملك فيها يسود ولا يحكم، مواصلا: "على عكسنا؛ إذ هناك تواجد للمؤسسة الملكية التي كان حزب الاستقلال مشاركا في بنائها وقدم وما يزال سيقدم التضحيات من أجل استمرار هذه المؤسسة". شباط دافع عن حليفه الجديد عبد الإله بنكيران قائلا إنه "لا يدخل الناس إلى السجن، بل لو لم يكن هنالك شعب بهذا البلد لكنت أنا وهو اليوم في السجن من أجل مواقفنا"، مواصلا: "من يسجنون معروفون، وهم التحكم الذي أتى راكبا على جرار". ونبه إلى أن البلاد تعيش على وقع أزمات كبرى، ذكر منها ارتفاع مستوى البطالة، ومحاولة القضاء على التعريب، وقال: "اليوم هناك استعمار جديد مثل استعمار عيوش من طرف متآمرين على الدين والهوية المغربية، لكن نحن مع الإسلام ومع اللغة العربية والأمازيغية واستكمال الوحدة الترابية، كما لا يمكن أن نفرط في تاريخينا وأن لا نكون أوفياء لدماء الشهداء".