لم يتردد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المعين، في اتهام الأحزاب التي يفترض أن يشكل معها الحكومة بأنها وراء "البلوكاج" الذي تشهده مشاورات تشكيله للأغلبية، التي تجاوزت شهرين دون أن يتمكن من ذلك. وباعتباره رئيسا للحكومة معينا من لدن الملك، بعد تصدر حزبه للانتخابات التشريعية، فمن المفروض أن يقوم الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بتقديم عرض واضح لجميع الأحزاب يتضمن تصوراته المستقبلية للعمل الحكومي. وبناء على هذا العرض، تحدد كافة الأحزاب موقفها من المشاركة أو عدمها ضمن هذا التحالف، حسب ما اتجه إليه أكثر من مراقب. وتتهم العديد من القيادات الحزبية رئيس الحكومة المعين بالتهرب من مسؤوليته لتشكيل التحالف الحكومي، والتي لا مبرر لتحميل المسؤولية لأطراف أخرى، في وقت اختار فيه بنكيران أن يطالب حزبي التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي بتوضيح موقفهما من الدخول إلى التحالف الحكومي المقبل. وسجل أكثر من مسؤول حزبي تحدث لهسبريس تحفظه من موقف عبد الإله بنكيران في تسيير المشاورات الحالية، معتبرين أن رئيس الحكومة المعين هو المخول الوحيد لتشكيل التحالف الحكومي، وله كامل الصلاحيات الدستورية لتحقيق ذلك. وفي الوقت الذي يواجه بنكيران تهمة الاختباء خلف الأحزاب الأخرى عوض تقديم موقف واضح وتصور نهائي من التشكيلة الحكومية المقبلة، ترى قيادات حزبية أن "التصريحات الصادرة عن بنكيران لا تساعد على خلق جو من الثقة، إذ اختار الالتفاف وعدم ربط الاتصال بقادة أحزاب التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الاشتراكي"، مطالبة إياه "بتحمل المسؤولية وتسريع تشكيل التحالف، وأن يقوم بدوره عوض الهروب والبحث عن تبريرات غير منطقية واتهام حلفاء مستقبليين بتعطيل تشكيل الحكومة". وفي هذا الصدد، اعتبر مصدر قيادي من حزب التجمع الوطني للأحرار "أنه لا فائدة من تكرار موقف الحزب الذي أبلغ رئيس الحكومة بشروطه لدخول التحالف"، مشددا على ضرورة "الانسجام وتوحيد الرؤى مع باقي المكونات التي ستشكل الحكومة". وأضاف المصدر التجمعي، الذي رفض الكشف عن هويته، "أن رئيس الحكومة يعرف جيدا موقف الحزب"، داعيا إياه إلى تقديم عرض ملموس وفق ما تقتضيه أعراف تشكيل الحكومة البت فيه داخل الحزب. وكانت مصادر مقربة من حزب الحمامة قد أبدت تخوفها من تشكيل تحالف حكومي هش، مكوناته كانت في صراع في الماضي القريب، والآن أضحت متقاربة بشكل مفاجئ وغير مفهوم، لا يبعث على الثقة في الدخول في تحالف حكومي يغيب فيه التماسك والانسجام ومهدد بالتفكك في أي وقت.