اتفق وزير الداخلية الاسباني، خوان اجناثيو زويدو، ونظيره المغربي محمد حصاد على أن الثقة الموجودة بين شرطتي البلدين وصلت إلى "مستوى يصعب وجود مثيل له في العالم". ووصل زويد، اليوم الأربعاء، إلى الرباط في أول زيارة له نحو الخارج بعد تعيينه وزيرا للداخلية في حكومة مدريد مركزية، وذلك من أجل "التأكيد على التعاون الوثيق والرائع بين القوى الامنية والوزارتين في البلدين". وتأتي الزيارة في نفس اليوم الذي غرق فيه قارب مطاطي لمهاجرين، من مالي وكوت ديفوار، قبالة سواحل مدينة الحسيمة، أثناء توجهه إلى الضفة الإسبانية من البحر، مما أسفر عن مصرع أربعة أشخاص، وإنقاذ أربعة، وتسجيل العديد من المفقودين. وقال وزير الداخلية محمد حصاد إن الذين تم إنقاذهم "تم اعتقالهم، بلا شك، لمعرفة كيفية تسللهم لمياه البحر"، ولكنه شدد على أن "هناك رقابة قضائية على تلك الاعتقالات، وفقا لمقتضيات القانون". وحول القارب قال زويدو: "نأسف للخسارة البشرية، ولكن من يجري انقاذهم هم أكثر من هذه الفئة، وهذا بفضل تعاونا مع السلطات المغربيّة"، وأشار إلى "وجود عصابات منظمة تتاجر في البشر، وتتلقى أموالا مقابل محاولات الهجرة غير النظامية". وأوضح المسؤول الإسباني أن "تلك العصابات تغير طرقها، ولكن يجب على شرطة كلا البلدين تبادل المعلومات التي تتوفر لديها حول هذا الموضوع"، وأضاف أن "مياه المضيق والبحر الأبيض المتوسط تخضع لمراقبة دائمة من دوريات الشرطة المغربية والإسبانية، فضلا عن قوات البحرية والحرس المدني وقوارب الانقاذ البحري". وأشار الوزيران، بشكل خاص، إلى ثمار التعاون في مكافحة الارهاب وتجارة المخدرات، حيث أكد الوزير الاسباني أنه "يصعب إيجاد تعاون وفيّ ووثيق كذاك القائم بين البلدين"، بينما قال حصاد: "تحقيق ثقة بين اجهزة الشرطة في دولة واحدة أمر صعب، والأمر أصعب عندما يتعلق الامر بدولة أخرى، ولكن علاقاتنا في مستوى مرتفع". وفككت سلطات المغرب وإسبانيا، بشكل مشترك ومتزامن، العديد من الخلايا الإرهابية التي كانت لها فروع في كلا البلدين، خلال العامين الماضيين، وقبضا مؤخرا على منتمين إلى إحدى عصابات تهريب المخدرات النشطة بين أمريكا اللاتينية وإفريقيا وأوروبا. وأدت العملية، التي جرى التحضير لها لمدة عام، إلى اعتقال 24 شخصا من جنسيات إسبانية ومغربية وكولومبية، إضافة إلى حجز 2575 كيلوغرام من الكوكايين في المياه المقابلة للمناطق الجنوبية للمملكة. وتطرق زويدو في الاجتماع مع حصاد إلى مسألة متأخرة من جانب المغرب، منذ سنوات كثيرة، وهي المتعلقة بتوسعة معبر "تراخال" الحدودي بين سبتة وتطوان، لأن الرباط ترفض اتخاذ خطوات تمثل اعترافا بالسيادة الإسبانية على الثغر. وقال الوزير الإسباني إن "توسعة تراخال سيكون حقيقة قريبا، وهذا سيفيد العلاقات بين سبتة وجيرانها "، ولكنه لم يحدد تاريخا للشروع في ذلك.