احتل المغرب المرتبة الثالثة في مؤشر القراءة العربي لسنة 2016، الصادر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، والمبين للمدة التي يقضيها الأفراد في الدول العربية في القراءة سنويا، وعدد الكتب التي يطالعونها في المدة نفسها، ليتبين أن المغاربة هم ثالث شعوب منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط من حيث الحيز الزمني المخصص للقراءة. وحسب نتائج المؤشر، الصادر بالتزامن مع تحدي القراءة الذي أطلقته الإمارات العربية المتحدة، فإن المغاربة يقضون 57 ساعة سنويا في القراءة؛ أما عن عدد الكتب التي يطالعونها فتصل إلى 27 كتابا كمعدل سنوي؛ في حين احتل لبنان المرتبة الأولى في هذا المؤشر، بالنظر إلى كون مواطنيه يطالعون 29 كتابا بشكل سنوي، ثم مصر في المركز الثاني بقراءة 27 كتابا، و60 ساعة كمعدل سنويا. ويبقى معدل القراءة جد ضعيف بالنسبة للمغاربة، ذلك أن 57 ساعة في السنة تعادل تخصيص 9 دقائق فقط للقراءة يوميا، في حين أن المعدل السنوي في الدول الغربية قد يصل إلى 27 دقيقة يوميا، ويترفع بالنسبة لعدد الكتب التي تتم مطالعتها بشكل سنوي. ويظهر من خلال المؤشر نفسه أن الفضاء الذي يتيح فرصة القراءة لأفراد المجتمع هو المدرسة بالدرجة الأولى، ثم الأسرة في المركز الثاني، ثم المجتمع، أي المرافق المهيأة للتحفيز على القراءة، في المرتبة الثالثة، ما يعني أن طبيعة الكتب التي يقرؤها الفرد المغربي تبقى مرتبطة بمساره الدراسي، أي ما يتلقاه في المدرسة؛ أما الانفتاح على كتب جديدة خارج تخصصه الدراسي فيبقى ضعيفا، بحكم ضعف البنيات التحتية المخصصة للمطالعة في البلاد. ويتساوى المغاربة مع المواطنين الإماراتيين في عدد ساعات القراءة، التي تصل إلى 57 ساعة سنويا، بينما يتفوقون عليهم في عدد الكتب، التي تصل إلى 27 كتابا سنويا، وتتراجع إلى 24 في دولة الإمارات؛ أما المركز الخامس عربيا فكان من نصيب الأردن، حيث يطالع الفرد الأردني 21 كتابا سنويا. وعموما فإن نتائج المؤشر تظهر أن منسوب القراءة لدى مواطني الدول العربية مازال جد ضعيف، إذ إن نصيب كل مليون عربي لا يتجاوز ثلاثين كتابا، مقابل 854 كتابا لكل مليون أوروبي، والسبب يعود إلى ضعف الإنتاج المعرفي في المنطقة العربية.