استعرض أحمد الطلحي، رئيس لجنة التعمير والبيئة بالجماعة الحضرية لطنجة، الرؤية الإستراتيجية التي يتبناها المجلس الجماعي من سنة 2017 إلى غاية 2022، معتبرا أن ما يميّزها هو أنها تجاوزت سقف السنوات الخمس نحو رؤية أشمل تصل إلى الثلاثين والأربعين سنة المقبلة. وتهدف الرؤية، حسب عرضِ الطلحي، إلى جعل مدينة طنجة "مدينة عالمية الصيت، مستدامة التنمية وذكية ومتعددة الثقافات، وأن تكون أفضل فضاء للعيش والدراسة والعمل والترفيه والسياحة والاستثمار". وأضاف الطلحي، متحدثا في لقاءٍ نظّمه مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية حول موضوع "طنجة مدينة مستدامة.. التحديات والآفاق"، أن الرؤية أعطت أفرزت التزاما مفصّلا ما زال العملُ جاريا عليها، مُعتمدةً على قيمِ التميز والمسؤولية والصدق والنزاهة وعدم التحيز والتواصل الفعال، وأخيرا احترام البيئة وتوفير السلامة. وتعتمد الرؤية، تبعاً للطلحي دائما، على 7 محاور إستراتيجية؛ بينها محورُ التعمير والمحافظة على البيئة والتنمية المستدامة، الذي شكل موضوع الندوة والذي يهدف، حسب رؤيته شبه النهائية، إلى "أن تصبح طنجة مدينة خضراء، اقتصاداً، بناياتٍ وتجهيزات، ولها تدبير مستدام ومتناسقة العمران ومحافظة على تراثها العمراني والطبيعي". واعتبر المتحدّث أن الاستدامة في المحور المذكور "ستعتمد على تحسين الحكامة البيئية للجماعة، الحفاظ على الموروث الثقافي والمآثر وكذا الحفاظ على رونق المدينة". من جانبه، استعرض المهدي الداودي، المهندس في مجال الطاقة، عدداً من مؤشّرات المدينة غير الخضراء؛ وهي التلوث البيئي، وترشيد الطاقة، وأخيرا إنتاج الطاقة. ومُفصّلا في جزئية التلوّث البيئي أوضح الداودي أن أموالا طائلة صُرفت في هذا المجال على الصعيد الوطني؛ لكن دون أي نتائج تذكر، مبرزا أنه لا يوجد بالمغرب أي مؤشّر لقياس الجزئيات الدقيقة المُلوِّثة (Microparticules) الناتجة عن استهلاك الغازوال بنسبة 80% مقابل 20% من استهلاك البنزين، إضافة إلى تلوث الأرض والمياه بالمواد الكيميائية، والتلوث السمعي والبصري. وبخصوص ترشيد الطاقة في عدد من المجالات، اعتبر المتدخّل أن الدولة تخسر الكثير منذ 20 سنة دون القيام بشيء مقابل ذلك، حيث تتم خسارة 60 مليار سنتيم تقريبا كل سنة. وعرّج الداودي على نقطة تتمثّل في تصاميم البنايات بالمغرب والتي لا تراعي ترشيد الطاقة، بحيث تتميز أغلب البيوت بحرارة شديدة في الصيف وبرودة في الشتاء؛ وهو ما يجعل الحاجة إلى المكيفات تتزايد، وأيضا يتكاثر استهلاك الطاقة. أما بخصوص النقطة الثالثة المتمثلة في إنتاج المدن لطاقتها الخاصّة، فقد دعا الداودي المدن إلى تثمين النفايات واستثمار الطاقة الريحية، والطاقة الشمسية، من أجل التحوّل إلى مدينة خضراءَ فعلا.