يُعتبر مركز الوليدية التابع لإقليم سيدي بنور ضمن المناطق المعروفة على الصعيد الوطني بمساهمتها في إنعاش السياحة الداخلية والخارجية، خاصة في الفترات الصيفية، لما يتوفر عليه من مؤهلات بحرية متميزة؛ إلا أن ارتفاع المؤشرات السياحية بالمنطقة يقابله وضع رياضي يوصف من لدن متتبعي الشأن المحلي بالكارثي، ومن ضمن تجلياته ملعب النسيم الذي طاله الإهمال والتخريب منذ سنوات. نور الدين ضلمي، رئيس جمعية النسيم الرياضية وأحد قدماء اللاعبين في المنطقة، قال إن ملعب النسيم التابع لجماعة الوليدية يعيش أوضاعا كارثية بكل المقاييس، خاصة بعدما قام مجهولون بنزع سياجه الحديدي وبيعه واقتلاع مختلف أبوابه وتهشيم جدران مستودعه وإزالة صنابير وقنوات الماء الصالح للشرب، مع تحويل الفضاء المهجور والمخرّب إلى مرعى للأغنام والأبقار. وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن بعض الغيورين على المنطقة أسسوا جمعية سنة 2013، من أجل تنظيم مجموعة من الأنشطة والمبادرات؛ وفي مقدمتها إصلاح وإحياء ملعب النسيم، وتحويله إلى فضاء صالح لممارسة الأنشطة الرياضية، حيث عملت الجمعية على عقد لقاءات مع المجلس الجماعي السابق، ووضع نموذج للشراكة معه وطلب لإصلاح الملعب، دون أن تتلقى أي رد طيلة ولاية المجلس. وأوضح رئيس جمعية النسيم الرياضية أن المجلس الجماعي السابق رحّب في أكثر من مناسبة بمبادرة الجمعية، دون أن يتفاعل معها على أرض الواقع؛ وهو ما دفع الجمعويين إلى ربط الاتصال بالمصالح الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة، والتي عبّرت بدورها عن استعدادها التام لعقد شراكة ثلاثية بينها وبين الجمعية والمجلس الجماعي، من أجل إعادة تأهيل الملعب أو إنشاء مركب رياضي في المستوى. وأشار نور الدين ضلمي إلى أن رئيس المجلس الجماعي الحالي أسس في وقت سابق جمعية رياضية، وعوض الاهتمام بالملعب والأنشطة الرياضية، استغل الجمعية في كسب شعبية وتعاطف شباب المنطقة الذين كان لهم دور كبير في نجاحه في الانتخابات الجماعية، لافتا إلى أن المسؤول الأول عن تدبير الشأن المحلي بالوليدية كان يقدّم وعودا، قبيل نجاحه، بوضع ملف الملعب ضمن أولويات المجلس البلدي في حالة الفوز، دون أن يفعّل تلك الوعود إلى حدود الساعة. وفي المقابل، أوضح عبد الكبير وفقي، رئيس المجلس الجماعي للوليدية، أنه كلما أجرت المصالح الجماعية خطوات جديدة في مسار معالجة ملف ملعب النسيم إلا وخرج المجتمع المدني المسيّس بالمنطقة من أجل الركوب على القضية، إما من خلال تنظيم وقفات احتجاجية أو من خلال الاتصال بوسائل الإعلام، محاولين بذلك الظهور وتبني تلك المبادرات والخطوات المتقدمة. وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن المحتجين راسلوا الوزارة المعنية، وفي جوابها إشارة إلى أن الوزارة والمجلس الجماعي يعملان في الآونة الأخيرة على حل ملف الملعب، في الوقت الذي خصّصت فيه جماعة الوليدية 30 مليون سنتيم من أجل مباشرة عملية الدراسة، من أجل إنشاء مركز استقبال في إطار شراكة تضم مجموعة من القنوات والجهات المعنية بالملف. وأكّد المسؤول عن تدبير الشأن المحلي بالوليدية أن قناة سياسية معينة بالمنطقة احتوت الجمعيات بالمنطقة، وتحاول تسييس المجتمع المدني واستغلال مرافق الدولة في ذلك، مشددا في السياق ذاته على أن المشروع الجديد ستتبناه الوليدية، ولن يسمح لأي حزب أو جمعية واقعة تحت رحمة حزب معين بتبني مشروع بناء مركز للاستقبال.