في وقت تشير فيه وزارة الشباب والرياضة، في إطار إحصائياتها الرسمية، إلى أن "شبكة دور الشباب تتوفر حاليا على أزيد من 602 مؤسسة موزعة عبر مختلف مدن المملكة، يستفيد من خدماتها أزيد من 6 ملايين شاب سنويا، منها 20 في المئة من أنشطتها دائمة، و80 في المئة الأخرى إشعاعية"، تبقى دار الشباب المتواجدة بمدينة الوليدية، بإقليمسيدي بنور، خارج دائرة الإحصائيات المذكورة، نظرا لأبوابها المغلقة وعدم احتضانها لأي نوع من الأنشطة، سواء الدائمة منها أو الإشعاعية. وأمام اعتبار دار الشباب بمثابة "مؤسسة عمومية تربوية ثقافية واجتماعية، وفضاء خصب للتكوين والتعلم وممارسة الأنشطة المتنوعة وتحسين التحصيل المعرفي والمهني"، بحسب وزارة الشباب والرياضة، تبقى دار الشباب بالمنتجع السياحي الوليدية مجرد بناية خاوية على عروشها من حيث التجهيزات بمختلف أنواعها، وعاجزة عن تقديم خدماتها لقاصديها، نظرا للوضعية التي آلت إليها منذ فترة ليست بالقصيرة، قبل أن يتقرر إغلاق أبوابها إلى أجل غير مسمى. محمد الكشكاش، فاعل جمعوي بمدينة الوليدية، قال: "منذ سنوات طويلة وأبواب دار الشباب تُفتح لأيام محدودة، تحتضن خلالها بعض الأنشطة الرياضية، ثم تُغلق من جديد بحجة عدم توفرها على مسؤول رسمي يسيّر شؤونها الإدارية، خاصة بعد تعرض مجموعة من الكتب والكراسي للسرقة من داخل البناية". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "الجماعة القروية أجرت تنسيقا مع المديرية الإقليمية لوزارة الشباب والرياضة بسيدي بنور، قصد إصلاح البناية وتجهيزها بما يلزم من معدات، في أفق فتح أبواب المؤسسة في وجه الأنشطة الجمعوية وغيرها، دون أن يتحقق ذلك إلى حدود الساعة". وعلى مستوى وزارة الشباب والرياضة، أكّد الكشكاش أن "لقاءات عديد جرت بالمديرية الإقليمية للوزارة بسيدي بنور، وشهدت تقديم مجموعة من الوعود حول اقتراب موعد الإصلاح والتجهيز، غير أن الأمور لم تسر بالشكل المطلوب، نظرا للتوقف المتكرر الذي تعرفه عملية ترميم البناية لأسباب مجهولة". أما عبد الكبير وفقي، رئيس المجلس الجماعي للوليدية، فأوضح أن "مؤسستي دار الشباب والمكتبة بالمركز كانتا تابعتين للجماعة، ونظرا لعدم توفر موظف تُعهد إليه مهام تدبير شؤون الفضاءين، تقرّر خلال دورة سابقة للمجلس تسليمهما إلى وزارة الشباب والرياضة، من أجل تأهيلهما وتحويلهما إلى مركز ثقافي في المستوى". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "المقرَّر والمحاضر سُلما للمديرة الإقليمية للشباب والرياضة بسيدي بنور، وتم إجراء بعض الإصلاحات البسيطة، لكن التصور الذي كان يضعه المجلس الجماعي ومتتبعو الشأن المحلي لم يتحقق بعد على أرض الواقع". وأشار وفقي إلى أن "ميزانية تقدر ب 109 ملايين سنتيم كانت مرصودة من طرف المجلس لإصلاح حي سكني بالوليدية، في إطار مشروع جهوي، ونظرا لانتقال إقليمسيدي بنور من جهة إلى أخرى ضمن الجهوية الموسعة، ارتأى المجلس تحويل تلك الميزانية إلى مشروع آخر يهم دار الشباب والمكتبة وملعب القرب بالمركز". وعن عملية صباغة مقر دار الشباب يوم أمس، بعد سنوات من الانتظار، أوضح عبد الكبير وفقي أن "الجماعة هي التي قامت بتلك الخطوة، بناء على زيارة قام بها شخصيا إلى مقر دار الشباب، وعاين خلالها بعض الإصلاحات البسيطة التي همّت الأبواب والنوافذ، مؤكّدا أن "وزارة الشباب والرياضة والمجلس الجماعي سيعملان على تأهيل المؤسسة وما جاورها من مرافق، حتى تستجيب لتطلعات الساكنة".