جلالة الملك يدشن محطة معالجة المياه العادمة بالمدينة ويطلع على تقدم إنجاز المخطط المندمج لتأهيلها أشرف جلالة الملك محمد السادس، بداية الأسبوع الجاري، بالجماعة القروية الوليدية (إقليم سيدي بنور)، على تدشين محطة معالجة المياه العادمة التي تم تشييدها بكلفة 38،2 مليون درهم. وتتوخى هذه المنشأة حماية صحة المواطنين وضمان جودة المياه الجوفية والسطحية والمحافظة على بحيرة الوليدية من خلال معالجة المياه العادمة. مشروع سيعالج 2500 متر مكعب من المياه العادة يوميا وستمكن المحطة الجديدة، التي تستفيد منها ساكنة تبلغ نحو 13 ألف نسمة، وتعتمد تقنية «الأحواض البيولوجية المهواة»، من معالجة حوالي 2500 متر مكعب من المياه العادمة يوميا خلال فصل الصيف. وتتميز محطة معالجة المياه العادمة للوليدية بتوفرها على نظام متكامل للمعالجة ينطلق من المعالجة القبلية (حوض واحد) إلى المعالجة الأولية (حوض واحد) ثم المعالجة الثانوية (ثلاثة أحواض)، فالمعالجة الثلاثية (حوضان). كما تتضمن المحطة التي تم تشييدها على مساحة عشرة هكتارات سبعة أحواض مخصصة لتجفيف الوحل. ويعكس إنجاز هذا المشروع، الصحي والاقتصادي والإيكولوجي، العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك لقضايا البيئة والتنمية المستدامة. كما يندرج المشروع الذي يعد ثمرة شراكة بين وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة والوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل بإقليميالجديدة وسيدي بنور، في إطار مخطط تأهيل الوليدية والمحافظة على بحيرتها والذي رصدت له اعتمادات بقيمة 85ر329 مليون درهم. وبهذه المناسبة، قدمت لجلالة الملك شروحات حول برنامج التطهير السائل للمناطق العليا والسفلى للوليدية والذي رصدت له اعتمادات بقيمة 63 مليون درهم. منشأة تروم المحافظة على بحيرة الوليدية وطابعها الإيكولوجي ويقوم هذا المشروع، الذي يروم المحافظة على بحيرة الوليدية والحفاظ على الطابع الإيكولوجي لهذه المنطقة الرطبة المسجلة بقائمة «رامسار»، على إنجاز شبكة تصريف مياه الأمطار وأخرى لتصريف المياه العادمة. وتتكون شبكة تصريف مياه الأمطار من 1480 متر من الأنفاق (نفق بيضوي الشكل من فئة 80ر1 متر وآخر مستطيل من فئة 20ر2 متر (95ر1 متر)، و380 متر من قناة مستطيلة الشكل و4700 متر من القنوات ذات قطر يتراوح بين 315 و1200 مم، فيما تتكون شبكة تصريف المياه العادمة من 20 ألف متر من القنوات ذات قطر يتراوح بين 250 و400 ملم وإنجاز ثلاث محطات للضخ. ويعد هذا المشروع ثمرة شراكة بين وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة (30 مليون درهم) والوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل بإقليميالجديدة وسيدي بنور (33 مليون درهم). وباعتبار أهميتها البيولوجية والبيئية الكبيرة، فإن من شأن هذه المشاريع أن تساهم في التنمية المستدامة لجماعة الوليدية والمحافظة على مؤهلاتها المرتبطة بزراعة المحار وحماية بحيرتها، التي تعد منطقة رطبة مصنفة كموقع ذي أهمية بيولوجية وإيكولوجية يخضع تنظيمها لمقتضيات اتفاقية «رمسار». واطلع جلالة الملك محمد السادس في نفس اليوم بالجماعة القروية الوليدية (إقليم سيدي بنور)، على تقدم إنجاز المخطط المندمج لتأهيل مدينة الوليدية وحماية بحيرتها، والذي رصدت لتنفيذه استثمارات مالية بقيمة تناهز 330 مليون درهم. ويعد المخطط برنامج عمل حقيقي مندمج جرى إعداده، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، من طرف القطاعات الوزارية المعنية والسلطات المحلية لجماعة الوليدية. ويهدف المخطط إلى ضمان تنمية مستدامة لهذه الجماعة والحفاظ على مؤهلاتها في مجال تربية المحار، ورد الاعتبار لبحيرة الوليدية التي تمتد على طول ثمانية كيلومترات والمصنفة منذ سنة 2005 ضمن المواقع الطبيعية العالمية المحمية بمقتضى معاهدة «رامسار». ويكتسي هذا الموقع أهمية بيولوجية وإيكولوجية كبرى ويشكل علاوة على ذلك محطة عبور لفصائل من الطيور النادرة ولتربية المحار، كما يعد من أهم نقط الجذب السياحي بجهة دكالة عبدة. مخطط سيمكن من الحد من الزحف العمراني ومن شأن الإجراءات والتدابير التي يتضمنها المخطط المندمج لتأهيل مدينة الوليدية وحماية بحيرتها، أن تساهم في تجاوز الاختلالات البيئية التي كانت تهدد الموقع بالنظر لتعقد وهشاشة تركيبة نظامه البيئي وضغط التوسع العمراني، من خلال عمليات تشمل بالخصوص رصد وتتبع الموارد الطبيعية والوسط الطبيعي، والحد من الزحف العمراني والآثار السلبية للأنشطة الاقتصادية والفلاحية، وكذا مكافحة الآثار السلبية المترتبة عن الأنشطة الملوثة. وقد اطلع جلالة الملك، بهذه المناسبة، على تقدم برنامج العمل الخاص بالقطاع الفلاحي الذي وضعته وزارة الفلاحة والصيد البحري في إطار المخطط، والذي قطع تنفيذه أشواطا متقدمة فيما رصدت له اعتمادات مالية إجمالية تبلغ 70 مليون درهم. ويهدف البرنامج الذي يتم إنجازه خلال الفترة 2010/2012، القضاء على مصادر التلوث الحيواني والكيميائي للبحيرة، والمساهمة في حماية البيئة، وتحسين دخل الفلاحين. إنشاء محطة لمعالجة الخضروات وتنظيم قطاع الحليب وتشمل المشاريع التي يتضمنها البرنامج ثلاثة محاور، تهم الإنتاج المعقلن للخضروات (22 مليون درهم) من خلال استبدال السقي السطحي بالسقي بالتنقيط وإنشاء محطة عصرية لمعالجة الخضروات، وتنظيم قطاع الحليب (33 مليون درهم) عبر بناء وتجهيز مراكز جمع وتسويق الحليب وترقيم الأبقار، وتحسين المراعي لتنمية قطاع لحوم الأغنام (15 مليون درهم) من خلال تحسين المراعي وإنشاء خمس نقط ماء للماشية وإنشاء تجمع لمربي الأغنام وتمكينهم من الدعم التقني. ومن جهته، يروم برنامج العمل الذي بلوره قطاع الصيد البحري إعادة تأهيل جودة مياه البحيرة وتحسين وتطوير الأنشطة المرتبطة بزراعة المحار في أفق تحقيق إنتاج أقصى ومقبول يبلغ 500 طن من المحار. وقد تم في هذا الصدد الشروع في إنجاز جملة من المشاريع من بينها على الخصوص المشاركة في إحداث خزان أرضي بالبحيرة وتوقيع عقد برنامج للشراكة مع المهنيين وتثمين المنتوج (العلامة التجارية ومؤشرات البيان الجغرافي). ومن جهتها، سطرت وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة برنامجا للتأهيل الحضري لمركز الوليدية رصدت له اعتمادات مالية بقيمة 5ر60 مليون درهم. ويتضمن البرنامج، الذي يتم إنجازه بشراكة مع عمالة إقليم سيدي بنور والجماعة القروية للوليدية ومجموعة العمران والوكالة الحضرية للجديدة، سلسلة من العمليات تشمل بالخصوص تأهيل مجموع الأحياء ناقصة التجهيز وتحسين والمشهد العمراني. وتشمل محاور البرنامج، الذي يروم التصدي للإكراهات التي تعاني منها الوليدية والمتمثلة أساسا في نقص البنيات التحتية وغياب نسق مميز للمدينة وتوازن بيئي هش ووجود خمسة أحياء ناقصة التجهيز، وضع تصميم تهيئة جديد للمركز والحفاظ على التوازن البيئي للبحيرة والتحكم في التوسع العمراني وتأهيل المشهد الحضري للمركز. وقد بلغت نسبة إنجاز المشاريع الخاصة بتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز نحو 55 بالمائة. كما اطلع جلالة الملك على تقدم برنامج عمل المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، والذي يتضمن بالخصوص إنجاز الحزام الأخضر لمدينة الوليدية بكلفة 9ر3 مليون درهم. ويروم المشروع الذي يهم تشجير خمسين هكتارا خلق حزام أخضر لمركز الوليدية والحد من التوسع العمراني العشوائي وخلق منتزه غابوي بعد إنجاز الحزام وتجهيزه لاستقبال الزوار. غرس 30 ألف شجرة وتهيئة الحزام الأخضر ويتضمن المشروع غرس 30 ألف شجرة وتهيئة التربة وصيانة المسالك (600 متر) وتهيئة الممرات (كلم واحد) وتهيئة الحزام الأخضر. ويتوخى برنامج عمل المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر استعادة جودة الأوساط الطبيعية ووظائفها الإيكولوجية، والتوفر على معطيات إيكولوجية محينة يعتمد عليها لاتخاذ القرار، وتنسيق برنامج عمل مختلف المتدخلين وضمان الانسجام مع أهداف تدبير الموقع الإيكولوجي للوليدية باعتباره موقع «رامسار». كما قدمت لجلالة الملك شروحات حول تقدم برنامج عمل المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية في إطار المخطط المندمج لتأهيل مدينة الوليدية وحماية بحيرتها، حيث باشر المعهد في هذا الصدد إجراء عمليات تدقيق للتحاليل، شملت 2000 عملية وأخرى لاستخلاص العينات والأبحاث المرتبطة بالخرائط البحرية (أزيد من 15 عملية)، إلى جانب تعزيز تجهيزات المختبر الميداني لملحقة المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بالوليدية. أما المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية فقد سهر على عمليات المواكبة والتأطير الصحي لأحواض زراعة المحار، ولاسيما من خلال خلق فرقة للمراقبة البيطرية بالوليدية. وقد مكنت مختلف العمليات التي باشرتها المؤسستان، والتي تشكل 70 بالمائة من البرنامج المسطر، من المساهمة في تحسين مؤشرات الجودة الكيميائية للمياه وضمان استقرار الوضعية الصحية للبحيرة في مستوى الدرجة «ب». وقد بلغت الاعتمادات التي رصدت لتمويل هذه العمليات حوالي 15 مليون درهم بتمويل من المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري (10 ملايين درهم) والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (5 ملايين درهم). ومن جهة أخرى، فقد تميز المخطط المندمج لحماية بحيرة الوليدية، باستكمال مجموعة من الإجراءات والمشاريع ومن بينها على الخصوص، إنجاز خزان أرضي للرواسب الطينية ببحيرة الوليدية من طرف وزارة التجهيز والنقل، ومحطة لمعالجة المياه العادمة (وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة)، وإنجاز شبكة للتطهير السائل ومحطات للضخ (الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل بإقليميالجديدة وسيدي بنور)، وتهيئة مطرح مراقب للنفايات الصلبة والتهيئة الحضرية (الجماعة القروية للوليدية). تشييد مركز للإعلام للتحسيس والتربية البيئية وبهذه المناسبة، أشرف جلالة الملك محمد السادس، على وضع الحجر الأساس لتشييد مركز للإعلام للمحافظة على بحيرة الوليدية، باعتمادات إجمالية تبلغ ثلاثة ملايين درهم. ويروم المشروع الذي تنجزه المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر إخبار وإرشاد زوار بحيرة الوليدية وإعداد وتنفيذ برنامج للتحسيس والتربية البيئية. ويتكون المركز الذي سيمتد على مساحة 220 متر مربع من قاعة للتكوين والندوات وقاعة عرض للأحياء المائية وقاعة عرض للطيور المهاجرة. وتتوزع الاعتمادات المالية المخصصة للمشروع بين أشغال البناء (800 ألف درهم) والتجهيز (2ر1 مليون درهم) ووضع علامات للإرشاد والإخبار (500 ألف درهم) وتهيئة نقط لمشاهدة الطيور (500 ألف درهم).