تأشير المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي على قرار إلغاء مجانية التعليم الثانوي والعالي دفع طلبة إلى مغادرة مدرجات جامعات العاصمة والاتجاه صوب مقر البرلمان، حيث نظّمت الكتابة العامة للاتحاد الوطني لطلبة المغرب وقفة احتجاجية تنديدا بالقرار الذي وصفته ب"الخطير". الفئة، التي تعدّ أول متضرر من القرار لكونها ستصبح مطالبة بتأدية رسوم جديدة وفقا لما أقرته الرؤية الإستراتيجية للإصلاح، خرجت عشية اليوم لتقول كلمتها أيضا في الموضوع وإسماع صوتها أمام المؤسسة التشريعية، معبرة عن إدانتها الشديدة لعدم إشراكها في اتخاذ مثل هذه القرارات. "يا مخزن يا مسؤول .. هادشي ماشي معقول"، "الطالب يريد.. مجانية التعليم"، "هيا هيا إلى الحوار.. بلا ضرر بلا ضرار"، "يا طالب يا طالب.. يدك في يدي.. لتحقيق المطالب.. والصمود الأبدي"، عبارات خرجت من رحم الحرم الجامعي، لتعبر عن سخط الطلبة المنضوين تحت لواء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب المعروف اختصارا ب"أوطم"، من مصادقة "مجلس عزيمان" على مشروع الرأي الذي تقدم به رئيس الحكومة المعين خلال ولايته المنتهية. عبد الكريم سحنون، الكاتب العام لاتحاد الوطني لطلبة المغرب، اعتبر الخطوة التي أقدم عليها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي "خطيرة"؛ لكونها تمس القدرة الشرائية للمواطنين وخاصة الفئات الفقيرة والمعوزة، مضيفا أن اعتماد هذا الإجراء يمثل كارثة جديدة تنضاف إلى سجل المنظومة التعليمية بالمغرب. وأوضح سحنون، في تصريح لهسبريس، أن مجانية التعليم تعد من المكتسبات المهمة التي ناضل عليها الشعب منذ الاستقلال، ولا يمكن التراجع عنها اليوم، يقول المتحدث ذاته، قبل أن يزيد بالقول: "مجانية التعليم حق جميع المغاربة، ولن نفرط فيها.. هي قضية مجتمع بأكمله وليس فقط فئة بعينها، لذلك لن يتم التنازل عليها". وأضاف ممثل التنظيم الطلابي أن الدعوة موجهة إلى كل الهيئات الطلابية وجمعيات المجتمع المدني والأحزاب السياسية وحتى المواطنين لتحمل مسؤولياتهم في التصدي لهذه الكارثة، داعيا إلى توحيد الصفوف وانخراط الجميع في جبهة موحدة تضم كل الغيورين على مسألة التعليم للوقوف دون تطبيق القرار. وكان الاتحاد الوطني لطلبة المغرب قد نظّم وقفة احتجاجية أولى مباشرة بعد مصادقة الجمعية العامة للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي على مشروع الرأي المتضمن لإقرار رسوم جديدة على التعليم بسلكيه الثانوي والعالي؛ فيما ينتظر أن تستمر الأشكال الاحتجاجية خلال الأيام المقبلة ضد ما اعتبرها سحنون "الكوارث" التي تعرفها منظومة التعليم العالي، على وجه الخصوص.