يتواصل السجال الدائر حول مصادقة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي على مشروع الرأي الذي يقضي بإلغاء مجانية التعليم في المدرسة العمومية. وبينما تتوالى البلاغات والتعليقات المكتفية بالتنديد بالقرار الذي يمس بشكل مباشر المدرسة العمومية، كشف المصطفى المعتصم، الأمين العام لحزب البديل الحضاري المنحل، عن مقترح سيمكن التعليم العمومي حسبه من موارد مالية إضافية لتمويله. وأوضح المعتصم، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المغرب يتوفر على عدد كبير من المدارس بعدة مدن مغربية أبوابها موصدة، وتوجد بأماكن تجارية، وبالتالي فيمكن استغلالها من خلال بناء محلات تجارية وأسواق من المستوى الرفيع، كأوقاف لدعم جزء من ميزانية التعليم، عوض أن يتم تركها للصوص"، على حد تعبيره. وحول ما إذا كانت هنالك أرقام تقريبية لعدد المدارس المعنية بهذا المقترح، أكد المعتصم أن هنالك عددا كبيرا من المؤسسات التعليمية المقفلة كما هو الحال بالنسبة إلى تلك الموجودة قريبا من المنطقة التجارية "القريعة" بالدار البيضاء، والحال نفسه بوسط فاس بحسبه، والتي كانت بصدد أن تفوت إلى العمدة السابق قبل أن يناضل بعض الرجالات من أجل أن تبقى تحت حيازة وزارة التربية الوطنية. تصور المعتصم اعتبر أنه يدخل ضمن الاستثمارات المربحة التي ستنعكس دون شك على الميزانية المخصصة للتعليم، بالرغم من أنه سبق أن عبّر في تعليقه على الموضوع في تدوينة نشرها بصفحته الشخصية بالفايسبوك بالقول إن مشكل التعليم يتعدى الجانب التمويلي، ليوضح أنه لا يمكن إصلاح التعليم في ظل غياب تصور مجتمعي يضمن الديمقراطية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المجالات مع تسطير برنامج أولويات؛ "فمشكل التعليم أنه ليست له قضية، وأهدافه لا تتعدى محو الأمية والرفع من مستوى التمدرس"، في الوقت الذي يرى أن "النقاش الحقيقي عليه أن ينصب حول بناء الإنسان من أجل مواجهة التحديات ويصبح بذلك خريجو التعليم سببا في إنتاج الثروة". وفي تعليقه على القرار، وصف الأمين العام لحزب البديل الحضاري المنحل إلغاء مجانية التعليم ب"بالون" اختبار للمغاربة ليس إلا، خاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت من بين أبرز الوسائل لاستقراء الرأي العام، وبذلك على المغاربة أن يضعوا خطوطا حمراء على مجانية التعليم. وأردف المتحدث ذاته أن النجباء هم في الغالب من نتاج المدرسة العمومية، وخاصة من أبناء الطبقة الفقيرة، "وعليهم أن يكفوا من الضحك على الذقون. وحتى لو تم الحديث عن الميسورين؛ فالعائلة التي تتوفر على أربعة أبناء لن تبقى ميسورة إذا ما أرادت تدريس جميع أبنائها، وغالبا ما سيضر هذا بالإناث أكثر من الذكور"، موضحا قوله بأن "العديد من العائلات ستسمح، أمام هذا المعطى، بالدراسة للذكور دون الإناث بمنطق أن الفتاة في الأخير ستتزوج"، حسب تعبيره.