"الحسن الثاني الإنسان والمثقف والمفكر" كان هو شعار الدورة الحادية والعشرين لجامعة مولاي علي الشريف، والتي امتدت على يومين من الأسبوع الماضي، بقصر بلدية مولاي علي الشريف. وافتتحت الجلسة الأولى، التي ترأسها الدكتور أحمد شوقي بينبين مدير الخزانة الحسنية بالرباط، بمداخلة للأستاذ عبد الله شقرون تحدث فيها من وحي ذاكرته وتجربته، باعتباره من جيل مؤسسي الإذاعة والتلفزة المغربية، عن إلمام الحسن الثاني بالموسيقى، وإسهامه الملموس في دعمها، مع دعوة الفنانين المغاربة إلى استلهام الموسيقى الشعبية. وتوقف الدكتور عبد الحميد العلمي، من دار الحديث الحسنية ورئيس مجلة "دعوة الحق"، عند مسألة إمارة المؤمنين، وتمسك المغاربة بها بمقتضى عقد البيعة، وحضورها الديني في النموذج المغربي، وما يقتضيه من مراعاة للأعراف، وتجلياتها في فكر الحسن الثاني، والتنظير لها اعتمادا على النقل والأصل والعقل. وتناول الدكتور عبد السلام طويل، من كلية الحقوق بسلا، المحددات التاريخية والنظرية الكبرى للفكر السياسي المغربي الحديث؛ وذلك انطلاقا من دراسة مستفيضة لإشكالية بناء الدولة، وبلورة سبل الإصلاح، والتي تمخض عنها ظهور مجموعة من التيارات السياسية والدينية. وضمن جلسة ترأسها الدكتور جامع بيضا، مدير مؤسسة أرشيف المغرب. وتدخل خلالها الدكتور سيدي محمد فلاح العلوي، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، الذي سعى إلى إبراز المرجعية الدينية في خطب الحسن الثاني التي تستمد قيمتها من كونها تقليدا مخزنيا متوارثا. وذهب الدكتور منير البصكري، من الكلية متعددة التخصصات بآسفي، إلى أن الراحل الحسن الثاني حرص في جميع خطبه على خدمة النظام التعليمي المغربي، وتطويره بكل السبل الممكنة، وتسخيره لكل الطاقات من أجل مقاومة الجهل، ومواكبة التكنولوجيا الحديثة. وفي مداخلة تخللها الكثير من الشعر، أكد الدكتور الحسين والقيد، من كلية الحقوق بوجدة، على الكفاءة العالية التي دبر بها الحسن الثاني، الكثير من الملفات من قبيل ملف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وعدم رضاه بالشراكة، والتي انتهت بعد مفاوضات عسيرة إلى انتزاع شراكة متقدمة. وسعى الدكتور سعيد كفايتي، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية فاس سايس، إلى الحديث عن السياسة الرشيدة التي انتهجها الحسن الثاني في مقاربة موضوع حوار الأديان، والتي تمثلت في تنظيم ندوات ومؤتمرات وملتقيات دولية، وفي استقبال لبابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني من أجل التشاور والحوار. وتمحورت مداخلة الباحثة الزوهرة الصنهاجي، الأستاذة المتعاقدة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال، حول عنصرين اثنين هما أبعاد الرؤية الإصلاحية للملك الراحل الحسن الثاني، وتجلياتها على مستوى الواقع، والتي تجسدت في اهتمامه بالإصلاح الدستوري وإصدار ظهير الحريات العامة والاهتمام بالتنمية الشاملة والنهوض بالاقتصاد.