باتت مسألة اغتصاب الأطفال من طرف بيدوفيليين تؤرق المجتمع المدني والجمعيات الناشطة في هذا المجال التي تنادي بتشديد العقوبة في حق مرتكبي هذا النوع من الجرائم، خاصة في حالات العود، وهو المطلب الذي لم يتحقق، بحسبها، في قضية جديدة قضت فيها محكمة الاستئناف بالرباط، يوم الخميس الماضي، ب 12 سنة سجنا في حق متهم سبق أن اغتصب خمسة أطفال. وفي هذا الإطار، تقول سهام قشار، محامية الطفل "س. ب"، البالغ من العمر سبع سنوات، الذي تعرض للاغتصاب وهتك العرض والاختطاف من طرف مجرم يلقب ب "بيدوفيل تمارة"، (تقول) إنه على الرغم من أن الجاني قد قام سابقا بهتك عرض خمس أطفال بتمارة وصدرت في حقه تبعا لذلك أحكام تراوحت بين ستة أشهر وثلاث سنوات، إلا أن مدة العقوبة هذه المرة لم تتجاوز 12 سنة. وأشارت المحامية إلى أن هذا الملف عرف التأخير مرات عدة من أجل تعيين محام في إطار المساعدة القضائية للدفاع عن المتهم تحقيقا لمحاكمة عادلة له، كما ينص على ذلك القانون، وأن هيئة الدفاع طالبت بتوقيع أقسى عقوبة ممكنة على المتهم مع الأخذ بعين الاعتبار ظروف التشديد المتوفرة في النازلة كحالة العود وتكرار الجريمة نفسها خمس مرات متتالية، مؤكدة أن ملف النازلة هو الحالة السادسة، وأيضا "لأن الضحية طفل يقل عمره عن 12 عشر سنة، واستعمال العنف ضده"، وهو ما يقتضي تشديد العقوبة. قشار، عضو العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان (إحدى الجمعيات التي تبنت الملف حقوقيا)، قالت في تصريح لهسبريس: "مثل هذه الجرائم أصبحت ظاهرة مقلقة نظرا لارتفاع أعداد المعتدى عليهم، ولكون هذه الجريمة تمس فئة ضعيفة من المجتمع غير قادرة على الدفاع عن نفسها وتحتاج إلى الحماية". وأضافت: "كما تؤكد ذلك جميع القوانين الوطنية والمواثيق الدولية، فإن الاعتداء الذي يمارس على هؤلاء الأطفال يترك لديهم شرخا نفسيا خطيرا يمكن أن ينتج عنه، في حالة غياب المتابعة الطبية ومراقبة الأهل، أشخاص آخرون أمثال المتهم". وسبق أن طالب والد الضحية، في تصريح لهسبريس، بتشديد العقوبة على المتهم قائلا: "كل ما أطلبه اليوم هو أن يحكم على ذلك الوحش بالسجن لمدة طويلة تفوق 15 سنة ولمَ لا الإعدام، وإلا فإنه سيخرج ليكرر جرمه من جديد في أبناء وأطفال آخرين"، مؤكدا أن ابنه اليوم يعيش حالة نفسية متدهورة، وقد تم عرضه على طبيب نفسي ليتابع علاجه. وبحسب المحضر الذي اطلعت عليه هسبريس، فقد تم القبض على المتهم في فاتح شتنبر الماضي، وحال استجوابه اعترف بكونه "شاذا جنسيا"، وروى تفاصيل جريمته قائلا: "التقيت بالطفل صدفة منعزلا عن الحي، ولكونه صغيرا أوهمته بأنني سأمكنه من شيء ذي قيمة مقابل أن يرافقني، فسرنا وسط الحقول بعيدا عن أنظار المارة. وبأرض مزروعة بالذرة، قمت بتفتيش ملابسه وسلبت منه ثلاثة دراهم"، وواصل اعترافه بأنه بعد الانتهاء من جريمته البشعة، قام بإيصال الطفل إلى طريق تؤدي إلى بيته فيما لاذ هو بالفرار.