ما زالت عاملات مغربيات على أرض المملكة العربية السعودية، كانت جريدة هسبريس الإلكترونية سباقة إلى بث شكواهن واستنجادهن بالمسؤولين المغاربة، تعشن مرارة الاحتجاز والعمل دون مقابل مادي أمام تهديدات بالترحيل نحو المغرب في حال المطالبة بالمال. جريدة هسبريس تواصلت من جديد مع مغربيات يشتغلن بالسعودية، أكدن أنهن محتجزات في مبنى خاص بالخادمات بأحد شوارع العاصمة الرياض، ويطالبن بالعودة العاجلة صوب أرض الوطن، حيث إن منهن من تركت خلفها أسرة وأبناء هي المعيل الوحيد لهم. وقامت السلطات السعودية بترحيل مغربيتين اثنتين صوب المغرب، عقب نشر مقال على جريدة هسبريس يسلط الضوء على معاناة المغربيات المحتجزات بالسعودية واللاتي توجهن إليها وفق عقود عمل عبر وكالات بكل من الرباط والدار البيضاء. ولا تزال مغربيات أخريات محتجزات دون عمل، أو تشتغلن دون تمكينهن من أجورهن، حيث أكدت إحدى المحتجزات تدعى "فاطنة" لجريدة هسبريس الإلكترونية الاعتداء عليها ضربا، قائلة: "ربطوني حالتي كُلها زرقا، تْكرفْصو عليا"، متابعة: "ها العار عتقونا من هنا". مغربية أخرى ناشدت المسؤولين المغاربة بالتحرك لإنقاذهن، "تْحرْكو وصلنا لمستوى لا يتصور على البال"، مستطردة "عتقونا سوا بالحبس سوا بالخطية لي ليها ليها" على حد تعبيرها، كاشفة عن أن بعض النساء صرن يصبن بأزمات صرع وإغماء جراء ما لحقهن من غربة وظلم وحبس. "ما دارو معانا حْتَّا شي حل"، "3 شهور دون أجرة وقد قاموا بتفريق المغربيات وإبعادهن حتى لا نتفق عليهم، إذا اشتغلنا شهرا يأخذون المقابل"، تقول نعيمة متابعة "أنا خايفة يخدموني شهرين دون أجرة، وفي حال طالبنا بأجر سيقومون بترحيلنا"، "نطالب بأجورنا التي نتقاضاها مقابل العمل، يعطونا فلوسنا لي كَنسالوهم ويخدمونا، ما بغاوش يرسلونا فحالنا للمغرب". خديجة عناني، نائبة رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، طالبت الدولة المغربية "بتحمل مسؤوليتها لصون كرامة المغربيات، ووضع حد للهجرة صوب بلدان مثل المملكة العربية السعودية التي لا تحترم حقوق الإنسان، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل وضع حد لهذا النزيف"، وفق تعبير المتحدثة. عناني أكدت، ضمن تصريح لجريدة هسبريس، أن النساء المغربيات يعشن في ظل "عبودية على الأراضي السعودية"، معتبرة أنهن ضحايا "الاتجار في البشر"، خاصة أنهن يعشن تحت التهديد والاحتجاز والاعتداء الجسدي والإهانة وهدر الحقوق والكرامة، لافتة إلى أنه "لا تعامل جدي مع المسألة من طرف المسؤولين".