ماتزال وضعية العديد من المغاربة العالقين بليبيا تثير حالة من اللُبس، بعد أن طالبت عائلاتهم، خلال احتجاج نظمته صباح اليوم الخميس أمام مديرية الشؤون القنصلية والاجتماعية لوزارة الشؤون الخارجية بالرباط، بتدخل من طرف الملك محمد السادس من أجل ترحيل أبنائها من ليبيا بعد فشلهم في العبور نحو الديار الإيطالية. العائلات التي رفعت خلال وقفتها الاحتجاجية صور أبنائها المحتجزين بليبيا، نادت بتدخل ملكي ينقذ هؤلاء الضحايا من الاحتجاز في مركز زوارة ويعيدهم إلى أرض الوطن. سيدة من المحتجين قالت، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن "المحتجزين في حالة يرثى لها. ونحن نريد عودتهم إلينا، ولا نملك قدرة الذهاب إليهم وإنقاذهم". شابة أخرى حكت لهسبريس أن عائلتها كانت تظن أن ابن عمها قد توفي بعد أن تجاوزت مدة غيابه 4 أشهر، "لكن أصدقاءه من منطقة لبروج الذين التحقوا به، أخبرونا بأنه حي يرزق وينتظر من ينقذه"، وفق تعبيرها. أحد الشباب المحتجزين قال بدوره إن ابن خالته "كان يهم بالذهاب إلى إيطاليا، لكنه اعتقل بمركز زوارة، ليخبرنا في فيديو مسرب من المركز بأنه يحتاج إلى المساعدة، وجئنا هنا كي نطلب من المسؤولين التدخل لدى الليبيين لإنقاذه". أمّ مكلومة محتجة أوردت في حديث مع هسبريس أنها تريد أن ترى ابنيها اللذين ذهبا دون أن يخبراها بوجهتهما حتى شاهدت مقاطع فيديو منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت: "جينا نطلبو سيدنا يجيب لينا ولادنا". وقالت سيدة أخرى إن المحتجزين يفترشون الأرض ويأكلون قطعة خبز واحدة وقطعة جبن طوال اليوم، ويذرفون الدموع كل لحظة على حالهم، ويناشدون السفارة المغربية والملك محمد السادس لإنقاذهم وإعادتهم إلى ذويهم. زوجة أحد العالقين قالت في تصريح لهسبريس: "زوجي عالق منذ 15 يوما بليبيا، وهو أب لطفل صغير ويتعذب في المركز هناك. نريده أن يعود إلى أحضان عائلته، وأتمنى تدخل الملك محمد السادس ليفك محنتهم". وفي السياق ذاته، تقاطرت العديد من طلبات الاستعطاف صباح اليوم على وزارة الشؤون الخارجية ل"التدخل من أجل إطلاق سراح المحتجزين العالقين في مباحث الجوازات ومركز زوارة بليبيا، حيث كانوا يودون العبور إلى إيطاليا لكن شاءت الأقدار أن تعتقلهم السلطات الليبية". الطلبات التي تتوفر جريدة هسبريس على نسخ منها، التمست من "الوزارة أن تعطي أوامرها للسلطات المعنية بليبيا قصد مساعدة هؤلاء الأشخاص على الرجوع إلى أرض الوطن، خاصة أن أغلبهم شباب يطمحون إلى الهجرة لتحسين وضعيتهم الاجتماعية". *صحفي متدرب