في أول زيارة له إلى المغرب بعد تصريحاته "اللاّحيادية" تجاه قضية الصحراء، حضر بان كي مون، الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة، إلى مراكش لحضور مؤتمر "كوب 22". الأمين العام المشرف على نهاية ولايته، وفي تفاعله مع الإعلام الذي حضر لقاءه، عبّر عن احترامه للملك محمد السادس وللحكومة والشعب المغربي، معربا عن سعادته برئاسة المغرب للمؤتمر المناخي، خاصة وأنه يتزامن مع رغبة العديد من الأطراف في التزام أكبر لتفعيل ما تضمنه "اتفاق باريس". ودعا المسؤول الأممي الدول التي لازالت لم تصادق بعد على "اتفاق باريس" إلى القيام بذلك، على اعتبار أن مخاطر التغيرات المناخية تهم جميع الإطراف، وتستلزم الالتزام وتوحيد الجهود من طرف الجميع، قصد وضع برامج وطنية للحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري. وطالب المجتمع المدني بالاستمرار في معركة الحفاظ على البيئة بتجنيبها مخاطر التغيرات المناخية. وفي ما يشبه "خطاب وداع"، قال بان كي مون إن انطونيو غوتيريس، خليفته على رأس المنظمة الأمميّة ، سيواصل الدفاع عن قضية المناخ لإنقاذ مستقبل الكرة الأرضية، مضيفا أن مؤتمر مراكش آخر "كوب" سيحضره، لكنه "سيواصل العمل مع الأممالمتحدة في معركة المناخ"، على حد تعبيره. ومن المرتقب أن يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة بالملك محمد السادس، الذي سيقيم مأدبة غداءعلى شرف رؤساء الدول المشاركة في المؤتمر المناخي، بعد زوال اليوم الثلاثاء. الأمين العام الأممي، خلال الندوة الصحافية التي أعقبت حضوره أشغال مؤتمر القمة المناخية بمراكش، أوضح أنه تحدث مع الرئيس الأمريكي الجديد، خلال الأسبوع الماضي، وتداولا في العديد من القضايا، من بينها تلك المتعلقة بالمناخ، وقال: "أنا جد متفائل بشأن هذا الموضوع". المسؤول نفسه أعرب أعرب عن أمله في أن يلتقي مجددا بالرئيس الأمريكي الجديد، وقال: "أبحث عن لقاء جديد مع ترامب لأناقش معه عددا من القضايا، منها التغير المناخي، ليس كأمين عام لمنظمة الأممالمتحدة فقط، بل لإسماع صوت المجتمع المدني كذلك"، مردفا أنه سافر إلى العديد من البلدان ووقف على آثار التغيرات المناخية، وأبرز أن "التغير المناخي واقع معاش يتطور بسرعة، ولهذا يجب أن نغير من سلوكنا لنترك الحياة بالأرض للأجيال المستقبلية". ورغم أن دونالد ترامب سبق له توجيه العديد من الانتقادات اللاذعة إلى الأممالمتحدة وما تقوم به في مجال البيئة، حتى إنه في إحدى لقاءاته، خلال حملته الانتخابية، وعد بإيقاف الدعم الأمريكي الموجه إلى منظمة الأممالمتحدة، إلا أن بان كي مون بدا متفائلا حين قال إن ترامب "سيتفهم التحديات التي تواجه البيئة، والتي ستدفعه غالبا إلى الالتزام".