اعتبر أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أنَّ المغربَ قامَ بخطوات مهمّة في الإعداد لتدريس اللغة الأمازيغية، عقبَ إعلان إدماجها في المنظومة التعليمية، وذهبَ إلى القول إنَّ ما قامَ به المغرب في مجال إعداد المستلزمات البيداغوجية والديداكتيكية "كان معجزة"، مقارنة مع ما تحقق في دول الجوار. عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، خلال تدخله ضمن ندوة نظمها الIRCAM حول: "من اللغة الأم إلى لغة المدرسة، اليوم الاثنين، ولمْ يُخْف أنَّ الأمور لمْ تجْر على النحو الذي كانَ مأمولا، بعدما تباطأت وتيرة إدماج الأمازيغية في المنظومة التربوية. وذكر أحمد بوكوس أنَّ تراجعا حصل، وتحديدا منذ سنة 2009، على المستوى العددي، إذْ تراجع عدد متعلّمي اللغة الأمازيغية بشكل ملحوظ. وفي هذا الإطار، قال المسؤول ذاته إنَّ عددَ التلاميذ الذين كانوا يتعلّمون اللغة الأمازيغية في الموسم الدراسي 2009-2010 بلغ 600 ألف متعلّمة ومتعلّم، وفيما كانت الآمال تصبو نحوَ ارتفاع العدد حصل العكس، واتّخذ منحى عكسيّا، لينزلَ عدد متعلمي اللغة الأمازيغية، حاليا، إلى 400 ألف فقط. وتوقف عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عند الجهود التي بُذلتْ ما بين سنتي 2003 و2009، حيثُ قام المعهد بمعيّة وزارة التربية الوطنية بتكوين الأساتذة والمفتشين ومدراس المدارس؛ غير أن تلك الجهود بدأت تتراجع منذ سنة 2009، مشيرا في هذا السياق إلى أنّ عددَ مدرّسي اللغة الأمازيغية وكذا المفتشين والأقسام المخصصة لها سجّلت تراجعا، كما أنّ الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين لم تعُد تقوم بتكوين مدرسي الأمازيغية. وعن سبب التراجع الذي عرفته تجربة إدماج الأمازيغية في المنظومة التربوية، والتي انطلقتْ سنة 2003، قال بوكوس إن "هناك من يقول إن الأمر يتعلق بانتظار القانونين التنظيميين المتعلّقين بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وإحداث المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، وهناك من يربطه بالرؤية الإستراتيجية للمجلس الأعلى للتربية والتكوين"، وأضاف "نحن في وضعية انتظارية". وفيما لمْ يلْقَ القانونان التنظيميّان للأمازيغية ترحيبا كبيرا من لدن الحركة الأمازيغية، التي أبدتْ تحفّظها إزاء مجموعة من النقط الواردة فيهما، قالَ بوكوس "نتمنّى أن تستقيم الأمور مع إصدار القانونين التنظيميين وتشكيل الحكومة الجديدة، وأن يتمّ التجاوب مع الرهانات المطروحة بقوة، خاصة ما يتعلق بتعليم وتعلّم اللغة الأمازيغية، وأن نكون في مستوى الرهان". وعبّر المتحدث عن استعداد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية للتعاون مع مختلف الفاعلين لبلوغ هذا الهدف، وقال "نحن مستعدون دوما لتقديم يد المساعدة، وإن كانَ الفاعل الأول هو وزارة التربية الوطنية، ولكن نحن دائما نقدم الخدمات المطلوبة، وننجز أبحاثا علمية مفيدة جدا، ونحن متفائلون، لأن التفاؤل في هذا المجال شرط أساسي لإنجاح التجربة".