قال رئيس جمعية أخزان للتنمية والتعاون محمد مولود الريش، إن مشروع القرية الإيكولوجية بتراب جماعة البويرات بدائرة الزاك (حوالي 120 كيلومتر عن آسا)، سيشكل رافعة للتنمية المندمجة وحماية الأنظمة البيئية والتنوع البيولوجي؛ والتي ستساهم في خلق الثروة والتشجع على الاستقرار بالمنطقة. وأبرز الريش، في تصريح صحفي، بمناسبة إعطاء الانطلاقة لإعداد الدراسات التقنية والهندسية لهذا المشروع التي تمت على هامش إطلاق عملية غرس حوالي 2500 شجيرة خلال يوم واحد بمحيط الحزام الأخضر بجماعة البويرات، أن هذا المشروع يسعى إلى خلق فرص للشغل وتوفير بنيات تحتية جاذبة للاستثمار بالمنطقة الغنية بالموارد الطبيعية (شمس، مخزون مائي، سهول، واحات). ودعا الفاعل الجمعوي القطاعات المتدخلة إلى الوفاء بالتزاماتها اتجاه هذا المشروع الإيكولوجي حتى يخرج إلى حيز الوجود بالنظر للأهمية التي يكتسيها المشروع ذي البعد الاجتماعي والبيئي والإيكولوجي، كنموذج يحتذى به على المستوى المحلي والوطني، وذلك في إطار استثمار الدينامية الوطنية التي يشهدها المغرب وتعزيز الوعي بأهمية المكتسبات التي تم تحقيقها في مجال حماية الأنظمة البيئية والتنوع البيولوجي. وتشمل الدراسات التقنية والهندسية لهذا المشروع والتي ستشرف عليها الوكالة الحضرية لكلميم- السمارة، التجهيزات الأساسية والبنيات التحتية (محطة لمعالجة المياه العادمة، مطرح للنفايات..) واعتماد تقنيات للإنارة باللوحات الشمسية. يذكر أن هذا المشروع، الذي يمتد على مساحة 10 هكتارات، يروم إحياء دور المنطقة التاريخي كملتقى للطرق التجارية بين جنوب المملكة المغربية وشمالها، وتحسين ظروف عيش الساكنة المحلية، وتحسين جاذبية المنطقة وجعلها قادرة على استقطاب الاستثمارات في مجالات الرعي وتربية الماشية والسياحة الإيكولوجية، وكذا جعل القرية الايكولوجية نموذجا للتنمية المندمجة، ومثالا يحتذى به في الدول الإفريقية المجاورة، ولاسيما البلدان ذات المناخ الجاف. ويتضمن هذا المشروع، الذي رصد له مبلغ يقدر ب46 مليون و500 ألف درهم، والذي يستهدف 264 أسرة بدواوير البيرات (204 أسرة) وأخزان (40 أسرة) وأفرا (20 أسرة)، إحداث بنيات وتجهيزات أساسية ومنشآت من بينها القرية الايكولوجية وبنياتها التحتية، واستثمار الطاقات المتجددة، وتشجيع ساكنة المنطقة ومواكبتهم عبر إطلاق مشاريع مدرة للدخل في مجالات الفلاحة وتربية الماشية والسياحة الايكولوجية والمنتوجات المحلية. كما يشمل هذا المشروع إحداث محميات طبيعية تهدف إلى حماية التنوع البيئي بالمنطقة وخاصة شجر "الطلح" أو كما يسمى محليا ب"السدرة" أو "الذهب الأخضر" باعتباره ثروة إيكولوجية ذات أهمية سوسيو-اقتصادية يمكن استثمارها لتشكل امتدادا طبيعيا لممر المحميات الطبيعية الذي يربط بين شبه الجزيرة الايبيرية شمالا عبر جبال الريف والاطلسين المتوسط والكبير، ثم واحات درعة وتافيلالت شرقا الى حدود موريتانياجنوبا.