ما تعانيه القارة الإفريقية من مشاكل تنموية يضعها في مفترق الطرق حول السبل التي يمكن أن تنتهجها، خاصة في ما يتعلق بالصناعات السياحية والاستثمار، ما دفع المسؤولين المغاربة إلى تنظيم مؤتمر دولي حول السياحية الذكية بإفريقيا، على هامش مؤتمر الأطراف المنعقد بمدينة مراكش منذ الاثنين الماضي، وسيستمر إلى غاية 18 من الشهر الجاري. المؤتمر الذي نظمته الشركة المغربية للهندسة السياحية تحت شعار "الاستثمار السياحي في إفريقيا رافعة للتنمية المندمجة والمستدامة للمجالات الترابية"، تحت رعاية الملك محمد السادس، فتح المجال أمام مسؤولين دوليين ومهنيين لتسليط الضوء أكثر على مجال الاستثمار وعلاقته مع التغيرات المناخية التي تعاني منها العديد من دول العالم، وخاصة في ما يتعلق بالسياحة والمناخ بإفريقيا. عماد برقاد، رئيس المجلس المديري للشركة المغربية للهندسة السياحية، وفي رده على سؤال لهسبريس حول الكيفية التي سيتم من خلالها اعتماد السياحة الذكية بالقارة الإفريقية، أكد أن "هذا الصنف يعد سياحة الغد، ويعتمد على البرمجة السياحية"، وزاد موضحا أن "الدولة أو الجهة أو الجماعة يجب أن تستحضر هذا المعطى حول المنتج الذي تقدمه". وقال المتحدث ذاته إن "المغرب من أوائل البلدان التي اعتمدت السياحة الذكية"، مضيفا: "المنتجات التي نقدمها تعتمد هذا التصور، سواء في استغلال الماء أو من خلال المقاربة المعتمدة في هذا الصدد". بدورها شددت حكيمة الحيطي، الوزيرة المنتدبة لدى وزارة الطاقة والمعادن والبيئة والماء المكلفة بالبيئة، في كلمة لها في المؤتمر ذاته على الدور الذي تضطلع به السياحة في تنزيل ما نص عليه اتفاق باريس من حلول للحد من مخاطر البيئة، موردة: "السياحة يمكن أن تشارك في هذا التحدي، خاصة مع التطور التكنولوجي.. ويمكن أن نعتمد على الطاقات البديلة بالفنادق والمنشآت السياحية"، وزادت أن "الكل مطالب اليوم بالتفاعل مع ما يدور حولنا والانخراط في هذا التحدي العالمي لكي نعطي الأمل لأناس يعانون من التغيرات البيئية"، على حد قولها. أما عبد الرفيع زويتن، المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، فأكد أن "السياحة الذكية تهدف بالأساس إلى المحافظة على البيئة"، مضيفا أن "المغرب كان سباقا إلى الانخراط في هذا التصور من خلال السياحة البيئية التي اعتمدها"، حسب تعبيره.واستطرد زويتن بأن المغرب "سيحاول استغلال انعقاد مؤتمر الأطراف على أرضه لنقل تجاربه السياحية الذكية إلى باقي البلدان الإفريقية المشاركة في الموعد ذاته"، وفق تعبيره.