مليون و600 ألف من الأزواج المغاربة يعانون من ضعف في الخصوبة، ويقضون سنوات عمرهم في الانتقال بين العيادات الطبية بحثا عن علاج للعقم، في الوقت الذي أدى الأمر ب30 % منهم إلى الطلاق. ويوضح الدكتور عمر الصفريوي، اختصاصي في أمراض النساء والتوليد وعلاج العقم مدير مركز أنفا للخصوبة وعلاج العقم بالدار البيضاء، أن علاج العقم يختلف باختلاف الحالات، ويتراوح بين الأدوية والعمليات الجراحية، وقد يصل إلى التلقيح الاصطناعي أو الخارجي. "غالبا ما ينظر المجتمع إلى أن المرأة هي السبب الرئيسي وراء مشكل العقم؛ لكن 35 في المائة من هذه الحالات سببها الرجل؛ نتيجة نقص في الحيوانات المنوية أو غيابها، أو نتيجة الضغط اليومي الذي يؤثر على الحيوانات المنوية، أو مشاكل ميكانيكية تؤثر على وصول الحيوانات المنوية إلى المبيض"، يقول الاختصاصي. في المقابل، يضيف الأخصائي، في تصريح لهسبريس، أن "30 في المائة من العقم ناتج عن مشكل صحي للمرأة، بسبب وجود التصاقات بالجهاز التناسلي أو التكيس أو السمنة أو نقص في البويضات أو عدم إفراز سيلان؛ وهو ما يقف عائقا أمام وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم". تنقسم عملية التلقيح إلى صنفين، حسب مدير مركز أنفا للخصوبة وعلاج العقم؛ فالتلقيح الخارجي يتم اللجوء إليه لعلاج مشاكل سطحية، كتنشيط البويضة أو الالتهاب، عن طريق العلاج بالجراحة البسيطة أو العلاج بالمنظار الداخلي عن طريق الرحم. لكن عندما لا تنجح هذه العملية، يوضح الاختصاصي، "نضطر للجوء إلى التلقيح الباطني ويتم بحضور الزوجين معا؛ حيث نقوم بتنشيط البويضات، ثم القيام بإبرة تفجيرية قبل 36 ساعة وعلاج الحيوان المنوي، وبالتالي تكون هناك عملية إخصاب تلقائية". أما في الحالات المستعصية، يضيف: "فنلجأ إلى الإخصاب المجهري الذي يتم عبر حقن المرأة بهرمون يطور البويضة، ثم استخراج المبيض عن طريق المهبل، وإدخال كل حيوان منوي على حدة وتلقيح البويضة"، موضحا أن هذه العملية تتم خلال تنويم المرأة. وزاد الاختصاصي أن هذه العملية تتم مراقبتها على مدار الساعة لمعرفة الأجنة الأفضل لأنها تتم على أكثر من جنينين، حسب سن المرأة، مبرزا أن "الهدف من هذه التقنيات هو الحصول على طفل سليم صحياّ". ويعتبر الدكتور الصفريوي أن التكلفة الإجمالية لعملية التلقيح الخارجي باهظة، تصل إلى 25 ألف درهم، نتيجة ضعف المستوى السوسيو-اقتصادي للساكنة.