بينما كان ناصر الزفزافي يخرج إلى الميدان لتنظيم مسيرات احتجاجية سليمة ضد "الحكرة" والغبن والشطط في استعمال السلطة، وتدافع عن كرامة المواطن، على خلفية مقتل "سمّاك الحسيمة" محسن فكري، جلست البرلمانية عن حزب الاتحاد الدستوري، خديجة الزياني، وراء حاسوبها لتصف في تعبير متهور أهل الريف ب"الأوباش". "على حساب ما كنشوف فالصورة الحسن الثاني رحمه الله عندما نعت بالأوباش من كان يقصد..كان صادقا.. الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها"، عبارة كانت كافية لمزيد من إشعال الغضب في نفوس أهل الريف، بعد أن امتطت الزياني صهوة "حصانها"، وعادت إلى 1984، سنة "انتفاضة الريف"، التي قابلها الملك الراحل بتهديدات قاسية، ناعتا المحتجين ب"الأوباش والمهربين". الزياني عوض أن تشاطر أحزان "ريافة" في مصابهم الجلل، وتشارك بكلمة طيبة مادامت غير قادرة على المشاركة في الغضب الشعبي، اختبأت وراء "فأرتها" ونقرت على حاسوبها كلمات اعتقدت أنها هينة، وما هي بهينة عند أهل الريف ولا عند المغاربة أجمعين. وأبان سكان الريف عن عقلية ناضجة وواعية أظهرت قصور فكر الزياني وأمثالها. وتوارت الزياني إلى الوراء وتضاءلت أمام غضب المغاربة الذين استهجنوا نعتها سكان الريف ب"الأوباش"، فعمدت إلى الاعتذار وسحب "تدوينتها الفيسبوكية"؛ فيما جمد "حزب الحصان" عضويتها، وطالب ناشطون بسحب صفتها البرلمانية، لتعيش بذلك الزياني "ساعات في الجحيم" بسبب كلمة جارحة لم تلق لها بالا، لكنها آلمت قلوب الكثيرين.