سلطت الصحف العربية ، الصادرة اليوم السبت، الضوء على جملة من المواضيع منها تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة في لبنان وتطور الوضع في العراق مع استمرار معركة تحرير الموصل والأزمة اليمنية و تأجيل الانتخابات المحلية الفلسطينية والتدريب العسكري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية "أمن الخليج العربي 1" ، إلى جانب تناولها مواضيع ذات الطابع المحلي. ففي مصر كتبت جريدة (الاهرام) في افتتاحيتها بعنوان "حكومة الحريري" أن قرار تكليف سعد الحريري ، رئيس تيار المستقبل في لبنان، بتشكيل الحكومة الجديدة لقي ترحيبا كبيرا لدى العديد من الأوساط السياسية الإقليمية والدولية . كما رحبت مصر بهذا التكليف باعتباره خطوة على طريق تحقيق الاستقرار السياسى في هذا البلد العربي ، وتفعيل مؤسسات الدولة اللبنانية واستكمال الاستحقاقات الدستورية فى إطار من التوافق بين مختلف القوي، والأطياف، ومن أجل الحفاظ على استقلال لبنان ووحدتها وسيادتها وأمنها واستقرارها. وقالت الصحيفة ، إن مامرت به لبنان خلال السنوات الماضية من أحداث وتجاذبات لعلها تكون حافزا للبنانيين ودافعا للتعاون فيما بينهم من أجل إعلاء مصلحة بلادهم، ونبذ الفرقة والمصالح الضيقة وطي صفحة الماضي، والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون قادرة على تحقيق التوافق بين مختلف مكوناتها، والخروج بالبلاد من صراعات الماضى والتطلع إلى آفاق المستقبل الذى ينشده جميع اللبنانيين ويتطلعون اليه. وفي الشأن الفلسطيني، كتبت جريدة (الأخبار) في مقال لها بعنوان " مصير مجهول ينتظر الانتخابات المحلية الفلسطينية في الضفة وغزة" أن قرار القيادة الفلسطينية بتأجيل انتخابات المجالس المحلية لأجل غير مسمى وعودة كافة المجالس المحلية المنتهية ولايتها في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى أعمالها ، أثار جدلا كبيرا بين الفصائل الفلسطينية خاصة بعد عودة أعضاء الهيئات المحلية الذين تقدموا باستقالاتهم بسبب الترشح للانتخابات على الرغم من قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية في الأسبوع الماضي إجراء الانتخابات المحلية في الضفة فقط دون غزة دون أن تحدد موعدا لذلك. وأشارت الصحيفة إلى أن، حركة حماس أكدت أن قرار مجلس الوزراء بتأجيل الانتخابات أنه قرار " غير شرعي" ويأتي استبدالا لعملية الانتخابات ومحاولة لتعديل القوانين بعيدا عن التوافق الوطني كما أن البعض يرى أن تأجيل الانتخابات هوقرار سياسي وليس قضائي بسبب عدم جاهزية حركة فتح لخوض الانتخابات ، مستنكرة كيفية ربط مصير انتخابات بفصيل أوحزب محدد. أما جريدة (الجمهورية) فكتبت في افتتاحيتها بعنوان "على الطريق الصحيح" أن خبراء الاقتصاد والاستثمار أكدوا أن قرار البنك المركزي المصري بتحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار والعملات الرئيسية يضع الاقتصاد على الطريق الصحيح باعتباره أحد أهم الخطوات الأساسية للإصلاح الاقتصادي وأنه إذا ما نفذت آلياته على النحو المطلوب جاءت النتائج محققة الأهداف المأمولة وتفتح الباب لزيادة الإنتاج المحلي والإدخار وتجذب الاستثمارات. وقالت إن مسؤولية إنجاح القرارات الاقتصادية ومنح الجنيه القوة العملية أمام عملات العالم مشتركة بين الحكومة والشعب ورجال الأعمال والمستهلكين خاصة في ما يتعلق بتغيير الثقافة العمالية التي تسببت في العوار من قبل ويتعلق الأمر بالانصات للشائعات والتكالب على تخزين سلع معينة في ظروف استثنائية قضت بنقصها مؤقتا وبالطبع يتقدم كل هذا تحسين الإنتاج المحلي وفتح المصانع للتنافس لتلبية احتياجات المواطنين والتقدم بثقة في مجال التصدير. وبالأردن، كتبت صحيفة (الرأي)، أنه مع كل الظروف الصعبة التي مر بها لبنان خلال الستين عاما الماضية من حروب أهلية واقتتال ومؤمرات داخلية وخارجية التي عانت منها الحكومات اللبنانية المتعاقبة والشعب اللبناني كثيرا على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، لم تمنع اللبنانيين من الحفاظ على وحدة وطنهم والتمسك به، ولم يملوا الصبر على المآسي إلى أن فاض نور الأمل بانتخاب رئيس جديد لعل وعسى أن يضع حدا لملفات كثيرة حبلى بالمشاكل التي يعاني منها الشعب اللبناني. وأضافت الصحيفة أن اللبنانيين أثبتوا بانتخابهم رئيسا للجمهورية أن مصلحة وطنهم أقوى من الانقسامات والتشرذم وحب الوطن والتضحية من أجله تسمو على الطائفية والمذهبية. من جهتها، كتبت صحيفة (الدستور)، في مقال، أن مبادرة النقاط العشر التي أطلقتها (حركة الجهاد الإسلامي) تكاد أن تتبدد، إذ لم نعد نسمع عن تحركات فلسطينية داخلية تسعى إلى نقلها إلى حيز التنفيذ، بالرغم من كونها لقيت ترحيبا واسعا من أوساط وفصائل فلسطينية عديدة، بينما قابلتها (حركة فتح) بكثير من التحفظ والفتور. وأشار كاتب المقال إلى أن سبب هذا التراجع السريع في الاهتمام بالمبادرة، يعود إلى المبادرة ذاتها من جهة باعتبارها مجموعة من الأفكار والعناوين التي تصلح مدخلا لنقاش عام (...)، ثم من جهة ثانية أن هذه المبادرة تعني انقلابا في المشهد الفلسطيني مع أن كافة المؤشرات تدفع على الاعتقاد بأن الفلسطينيين أو بالأحرى القوى المتنفذة بصناعة قرارهم ليسوا جاهزين بعد للإقدام على تنفيذ انقلاب بهذا الحجم، وربما لن يكونوا كذلك في المستقبل القريب. ويعتقد كاتب المقال في نظره أن لا خلاف حول كثير من مضامين المبادرة، وإنما الخلاف يكمن في الخشية من تسببها في فتح معارك وجبهات جديدة على الجانب الفلسطيني، هو أمس الحاجة لتفاديها، معتبرا أن طرق الفلسطينيين لشق صفحة جديدة في مسار تحررهم الوطني يملي عليهم التفكير في الخيارات والبدائل وشتى الاحتمالات قبل القيام بأية قفزات ومن دون تحضير مسبق لشبكات الأمان. وفي الشأن المحلي، تناولت صحيفة (الغد) جريمة القتل التي هزت الرأي العام الأردني، وكتبت أنه من المفترض أن لا تمر جريمة "طبربور" الأخيرة من دون مراجعة قاسية للظروف والتحولات التي أوصلت المجتمع إلى هذا الحد من العنف والبشاعة والقسوة، مشيرة إلى أن الشاب العشريني الذي قتل أمه وفصل رأسها عن جسدها، علاوة على أنه نتاج هذا المجتمع، هو أيضا ضحية تجارة المخدرات التي تنامت بقوة في السنوات الأخيرة، وظهرت منها أنواع قاتلة تصنع محليا. وأشار كاتب المقال إلى أنه بعد يومين ينعقد مجلس الأمة الجديد، ويفترض أن تكون تجارة المخدرات التي قادت إلى ارتكاب جريمة "طبربور" وغيرها، واردة، وبقوة، على أجندة الأيام الأولى للمجلس، بل وربط منح الثقة للحكومة بإجراءات رادعة تتخذها السلطات في ملفي المخدرات وانتشار السلاح، مضيفا أن جرائم المخدرات أصبحت اليوم تهدد حق الأردنيين في الحياة، لذا لا يستغرب أحد المطالبة، وبقوة، بأن تسبق هذه القضية الأجندات السياسية والاقتصادية للمشرعين. وفي البحرين، قالت صحيفة (الأيام) إنه منذ تأسست بغداد من قبل الخليفة العباسي المنصور، كان العراق دائما حجر الزاوية في العالم العربي، ولهذا السبب تحديدا تريد قوى الشر الخارجية أن ترى العراق ضعيفا منقسما على نفسه وتحت سيطرتها، مؤكدة أنه لا يجب أن يكون السؤال اليوم هو "ماذا لو استعاد العراق مكانه الصحيح داخل الأمة العربية؟، وإنما متى يستعيد العراق تلك المكانة؟". وأوضحت الصحيفة أنه إذا كانت هناك رغبة جادة لعراق موحد وديمقراطي، يجب أن تحظى مكونات الشعب جمعيها بقدر متساو من الثروة والسلطة والمساهمة في نظام الحكم، مشددة على أنه "من الخطورة بمكان إقصاء السنة وإجبارهم على الفرار إلى أحضان الانفصالية والحركات الراديكالية عندما يرون أنفسهم غير ممثلين في نظام سياسي محكوم بقوى خارجية". وتساءلت الصحيفة: "من الأكثر حقا وكفاءة في الدفاع عن قضية العرب السنة من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية؟"، مستطردة أنه مع ذلك لم يصدر عن هذه الدول حتى الآن أية ردة فعل يعتد بها، وبدلا من ذلك، "نرى (الحشد الشعبي) قد أخذ دورا قياديا إلى الغرب من مدينة الموصل، ونشاهد أشرطة الفيديو وتقارير ميدانية تعرض ذات الفظائع الجماعية التي رأيناها ترتكب على يدي هذا الحشد في الفلوجة وغيرها، عندما وقع المدنيون الفارون السنة ضحايا لجرائم التعذيب والحرق والإبادة". ومن جهتها، ترى صحيفة (أخبار الخليج) أن أمام العراق مهمة وطنية غاية في الأهمية، تفوق في أهميتها أهمية تحرير مدينة الموصل وباقي أجزاء الأراضي العراقية التي ما تزال خاضعة لسيطرة التنظيم الإرهابي (داعش)، وتكمن في "لجم القوى الطائفية المتطرفة من جميع مكونات الشعب العراقي"، مؤكدة أن مهمة تحقيق ذلك تقع على عاتق السلطات العراقية قبل غيرها، فهي المسؤولة عن لجم أي محاولة تستهدف إثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. وأبرزت الصحيفة أن المطلوب من الحكومة العراقية أن تكون على درجة عالية من اليقظة والمسؤولية الوطنية بحيث تستغل الدعم الشعبي لعملية تخليص أبناء الموصل من سلطة (داعش)، في تعزيز اللحمة الوطنية والعمل على إزالة أي شكل من أشكال التصنيف العرقي أو الطائفي في العملية السياسية، معتبرة أن المهمة الأكبر تكمن في كيفية خلق بيئة قادرة على احتضان جميع مكونات الشعب العراقي على أرضية المواطنة الحقيقية من دون أي تمييز بسبب العرق أو الدين أو المذهب. وفي السعودية، كتبت صحيفة (عكاظ) في افتتاحيتها تحت عنوان "أمن الخليج جاهز لصد التهديدات" أن التدريب العسكري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية "أمن الخليج العربي 1"، الذي تستضيفه مملكة البحرين حاليا، بعث برسالة واضحة للجميع بأن الخليج محصن، وجاهز لصد أي تهديدات محتملة على أراضيه. ونقلت الصحيفة عن بيان لقوات الأمن المشتركة تأكيدها أن التدريبات الفرضية لقوة الردع حققت أهدافها في أسبوعها الأول وأبانت عن احترافية عالية، وعن اندماج عناصرها في تنفيذ الفرضيات الأمنية المشتركة، وإدارة مسرح العمليات وفق إجراءات العمل الميداني الموحدة. واختتمت بالقول إن "الرسالة العسكرية وصلت إلى من يتربص شرا بالخليج، بأن أراضيه محصنة، وشعوبه قادرة على مواجهة التهديدات سواء من ميليشيات مأجورة أو من دول حاقدة مهما تكررت محاولاتهم الفاشلة". وفي الشأن اليمني، قالت صحيفة (الرياض) إن الحل السياسي في اليمن لا يزال يراوح مكانه بعد فشل المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ بإقناع الحكومة الشرعية وحتى الانقلابيين بقبول خارطة الطريق التي اقترحها لأنها "لا تتقف مع مرجعيات الحل المتفق عليها" حسب الحكومة اليمنية. وشددت الصحيفة على ضرورة أن يضطلع المبعوث الأممي بالدور المرسوم له في هذا الإطار "لا أن يحاول إرضاء الانقلابيين بتنفيذ أجندتهم (...) ضمن مشروع إيراني يريد أن يهيمن على المنطقة من خلال تبعية طائفية تخدم أهدافه وتحقق مصالحه التي تتناقض تماما مع مصالح اليمن والمصالح العربية العليا". وطالبت الصحيفة المنظمات الدولية الإنسانية التي "تنتقد دون استناد إلى معلومات صحيحة مستقاة من مصادرها الموثوقة أن تعيد النظر في التقارير التي تصدرها من خلال اعتماد الموضوعية في طرحها، ذلك أن الشعب اليمني عانى كثيرا بسبب الانقلاب وأساليبه الانتقائية في التعامل معه، والتي أوصلته إلى الحالة المزرية التي يعيشها اليوم". وتحت عنوان "هل انتصر محور ما يسمى المقاومة"، استعرضت صحيفة (اليوم) جملة من مؤشرات المشهد العام للمحيط العربي، بدءا بما يجري في الموصل العراقية باستعداد الحشد الشعبي للعبث بديموغرافية المدينة، وما يحدث في حلب السورية من ترجيح لكفة النظام بمساعدة الطيران الروسي في استردادها لصالح النظام، علاوة على وصول ميشيل عون الحليف الرئيس لحزب حسن نصر الله وإيران إلى كرسي بعبدا في لبنان. واعتبرت أن هذا المشهد الذي يوحي كما لو أنه انتصار لمحور إيران، هو مشهد تقاطعت فيه مصالح روسيا وأمريكا في نقاط معينة، ودفع بالإيرانيين إلى اللعب مع الطرفين بالبيضة والحجر، فاتفقوا مع الأمريكان على البرنامج النووي بعد التعهد بحفظ أمن إسرائيل، ثم اتفقوا مع الروس كحلفاء استراتيجيين، مما جعلها، أي إيران، تشكل حلقة الوصل بين الطرفين. وخلصت إلى القول إن ما يبدو كونه انتصارات لمحور ما يسمى بالمقاومة، ليس في الواقع أكثر من مجرد "بناء قصور من الرمل ما تلبث أن تتهاوى مع أول موجة عارمة تتضارب فيها مصالح التماسيح التي لا تشبع".