اعتقلت الشرطة السويسرية، أمس الأربعاء، أربعة أشخاص، من بينهم إمام مسجد من أصول إثيوبية، على خلفية اتهامات وجهها إليهم المدعي العام لمدينة فينترتور، إحدى المدن التابعة لكانتون زوريخ، والمتمثلة في التحريض على الجريمة والعنف. وداهمت الشرطة السويسرية، مسجد النور بمدينة فنترتور؛ وذلك بناء على أدلة ملموسة، حسب ما ذكرته النيابة العامة لكانتون زوريخ.وفتح المدعي العام في المدينة ذاتها تحقيقا جنائيا ضد الموقوفين الأربعة، الذين يجري التحقيق معهم. وقامت الشرطة بتفتيش منازل ثلاثة أشخاص، ممن يفدون إلى المسجد المذكور، إضافة إلى تفتيش أربعة أشخاص كانوا داخل المرفق التعبدي ذاته، يشتبه في أنهم مخالفون للقانون الفدرالي السويسري الخاص بالأجانب المقيمين فوق الأراضي السويسرية؛ ويتعلق الأمر بثلاثة مواطنين من أصول جزائرية وتونسية، أما العنصر الرابع فلم يرد الإفصاح عن بلده الأصلي . وحسب وكالة الأنباء السويسرية، فإن الإمام الإثيوبي دعا خلال خطبة الجمعة ليوم 21 أكتوبر الماضي جموع المصلين إلى قتل المسلمين الذين لا يشاركون في صلاة الجماعة بالمسجد. كما نقلت الوكالة ذاتها عن كورين بوفار، المتحدثة باسم النيابة العامة في زوريخ، قولها إن إمام المسجد شجع المصلين الحاضرين على الإبلاغ عمن لا يواظبون على صلاة الجماعة. وتعتبر مدينة فينترتور معقل السلفيين السويسريين والمتعاطفين مع "داعش"، إذ تصدرت، ومعها مسجد النور، عناوين وسائل الإعلام في العديد من المناسبات، كما أن لا يقل عن خمسة أشخاص متطرفين سافروا منها إلى سوريا والعراق للالتحاق بتنظيم "الدولة الإسلامية". ولا تعتزم السلطات السويسرية الإغلاق الفوري للمسجد، فحسب شرطة مدينة فنترتور يتوجب على إدارة المرفق التعبدي اتخاذ التدابير اللازمة، خاصة أن القائمين على إدارته كانوا أبلغوا في الربيع الماضي عن بعض الخروقات على مستوى الحماية ضد الحرائق والسلامة، إلا أن الأمور ظلت على حالها. وحسب شرطة مدينة فنترتور السويسرية، فإذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة وإعادة الأمور إلى نصابها، فإنها ستقوم بإغلاق المسجد، بحجة عدم تطبيق إجراءات السلامة والحماية من الحرائق.