تعزّز المشهد الثقافي بمدينة خريبكة، مؤخرا، بإنشاء خزانة تُصنّف ضمن كبريات المكتبات الوسائطية بالمملكة، لما تتميّز بها من مساحة شاسعة، وتنوع فضاءاتها وأنشطتها، وملامستها مختلف الجوانب الثقافية والفنية والترفيهية والتربوية، واستهدافها جميع الفئات العمرية، وانفتاحها على شرائح مجتمعية مختلفة. الخزانة الوسائطية المحاذية للحي السكني البيوت، أشرف على إنشائها المجمع الشريف للفوسفاط، وأوكل مهمة تسييرها لإحدى المؤسسات التي تعنى بالشأن الثقافي والفني، مع حفظ استقلاليتها في تدبير مختلف شؤون المرفق الثقافي، من حيث اختيار مختلف الأنشطة والبرامج والخدمات؛ وذلك في إطار شراكة بين المجمع ومؤسسة هبة. وتوفّر الخزانة الوسائطية فضاءات مختلفة، من بينها فضاء الطفولة والشباب، وفضاء الوسائط المعلوماتية و"BRAILLE"، وفضاء القراءة والمستجدات، وفضاء الراشدين المقسم إلى جناحين؛ أحدها أدبي والآخر أكاديمي. كما تحرص الخزانة على تقديم أفلام ثقافية، وتنظيم معارض وندوات وورشات في الحكي والقراءة. جمال عبد الناصر، المشرف على تسيير الخزانة الوسائطية، أشار إلى أن هذه المؤسسة الثقافية الجديدة بمدينة خريبكة وفّرت في البداية 35 ألف كتاب، و50 ألف إصدار إلكتروني معترف به عالميا، مع حرصها على تطعيم رفوفها بالكتب والمراجع المتناسبة مع اهتمامات وتطلعات وانتظارات القراء، مؤكّدا أن المكتبة تتوفر على معدات حديثة تهمّ المكفوفين وضعاف البصر من أجل تمكينهم من حقهم في التعلم. وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن محبّي المطالعة بالإقليم كانوا متعطشين لمثل هذه المشاريع الثقافية، ما يُفسّر انخراط أزيد من 1500 شخص في ظرف وجيز، وتسجيل حوالي 25 انخراطا جديدا بشكل يومي، مع تزايد عدد الطلبة الجامعيين والباحثين والأساتذة الراغبين في الاستفادة من خدمات الخزانة، ضمن تخصصات واهتمامات ثقافية مختلفة. وأورد المسؤول ذاته أن إدارة الخزانة عقدت شراكة مع وزارة التربية الوطنية، وقامت في أوقات سابقة باستقبال 1900 تلميذ يمثلون 62 مؤسسة تعليمية، من أجل اطلاعهم على خدمات وأنشطة الخزانة، في أفق تنظيم مرحلة استقبال ثانية خلال الموسم الدراسي الجاري، والحرص مستقبلا على تنظيم حصص ثقافية مكمّلة للبرامج الدراسية المقررة بالتعليم الابتدائي والإعدادي. وعن إجراءات الاستفادة من خدمات الخزانة الوسائطية، أوضح عبد الناصر أن أبواب المرفق مفتوحة في وجه كل الفئات العمرية والشرائح المجتمعية؛ حيث تتم عملية الانخراط بشكل يسير وسريع، مع ضرورة احترام القانون الداخلي للخزانة التي تُشكل فضاء ملائما للتربية والتعلم، في الوقت الذي تحرص فيه إدارة المؤسسة على ربط علاقات تعاون مع الطاقات المحلية في مختلف المجلات الأدبية والثقافية والفنية. وأشار عدد من المنخرطين في الخزانة الوسائطية، ضمن تصريحات متفرقة أدلوا بها لجريدة هسبريس، إلى أنهم كانوا في حاجة ماسة لمثل هذه الفضاءات التربوية، من أجل تنمية أرصدتهم المعرفية، وتنمية مداركهم الثقافية، وإشباع رغباتهم الفنية، والاستفادة من خدمات مؤسسة تساهم بشكل فعّال في التنمية البشرية بمختلف تجلياتها ومناحيها.