طغى الجانب الاقتصادي بشكل لافت على اتفاقيات التعاون التي وقعها المغرب مع رواندا، خلال أول زيارة يقوم بها الملك محمد السادس إلى بلاد الألف تل، وهي الدولة التي تقع في شرق إفريقيا، ويعول عليها المغرب لدعمه في قضية الصحراء، في أفق عودته إلى منظمة الاتحاد الإفريقي. وشملت الاتفاقيات المجالات الاقتصادية والمصرفية، خاصة الازدواج الضريبي، والنقل الجوي، والاستثمار. كما تم التوقيع على اتفاق إنشاء صندوق ضمان إفريقي للأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة بين البلدين، فضلا عن مذكرة تفاهم بين مصرف "كويجى" الرواندي ومجموعة "التجاري وفا بنك" المغربية. شراكة فلاحية قال وزير الفلاحة والصيد البحري، عزيز أخنوش، على هامش حفل إطلاق برنامج شراكة فلاحية بين البلدين، ترأسه الملك محمد السادس والرئيس الرواندي بول كاغامي، إن الاتفاقيات الموقعة، يوم الخميس، بين المغرب ورواندا من شأنها أن تعطي دفعة جديدة للتعاون الثنائي في المجال الفلاحي. وأوضح أخنوش أن هذه الاتفاقيات الثنائية بين البلدين ترسم كهدف لها تقاسم التجربة التي اكتسبتها المملكة في إطار مخطط المغرب الأخضر مع رواندا، أساسا على مستوى دعم الفلاحة الصغرى والفلاحة التضامنية من حيث التمويل والتأمين وتطوير الاستشارات الزراعية. وأشار المسؤول الحكومي ذاته إلى أن "العمل سيبدأ مع الشركاء الروانديين على محاور عدة تتعلق بالشراكة الفلاحية التي تقوم على استلهام التجربة المغربية ومطابقتها مع الإمكانيات الرواندية"، مبرزا أن هذه الشراكة تروم النهوض بالتعاون التقني بين البلدين في مجال البنيات الأساسية المائية، والصحة الحيوانية، وتمويل الفلاحين الصغار. ولم يفت الوزير التذكير، بالمناسبة، بأن المغرب، الذي سيحتضن في نونبر المقبل بمراكش الدورة ال 22 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22)، يقترح مبادرة طموحة تروم ملاءمة الفلاحة الإفريقية وتعزيز مناعتها في مواجهة التغيرات المناخية. الاستفادة من التجربة المغربية من جهته قال الرئيس المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، مصطفى التراب، إن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها، يوم الخميس بكيغالي، بين وزارة الفلاحة والموارد الحيوانية الرواندية والمكتب الشريف للفوسفاط، تهم خلق وحدة لإنتاج أسمدة تلائم التربة والزراعات برواند. وأفاد التراب بأن هذه المذكرة "تهدف إلى منح رواندا قدرة على الإنتاج المحلي لتتمكن من تكييف هذه الأسمدة بشكل جيد مع الظروف المحلية"، فيما أكد رئيس مجلس إدارة "القرض الفلاحي" بالمغرب، طارق السجلماسي، أن مذكرة التفاهم الموقعة بين هذه المؤسسة وبنك التنمية لرواندا ستمكن رواندا من الاستفادة من التجربة المغربية في مجال الفلاحة. وقال السجلماسي في تصريحات صحافية: "إننا ندشن اليوم مقاربة جديدة أثبتت نجاحها بالمغرب، وسيتم تعميمها لدى الشركاء الأفارقة، بدءا برواندا"، مردفا أن "مذكرة التفاهم تروم تقاسم أفضل الممارسات، وخاصة خلق بنية مختلطة للتمويل (تمويل الفلاح)، وشركة للقروض الصغرى". أما هشام بلمراح، رئيس مجلس إدارة التعاضدية الفلاحية المغربية للتأمينات (مامدا)، فقال: "سنطور تعاونا وثيقا وفعالا يتمثل في تقاسم الخبرة التي راكمها المغرب خلال الخمسين سنة الماضية في مجال التأمينات مع شركائنا الروانديين"، معتبرا أن "هذه الشراكة ستسمح بتكوين خبراء في مجال التأمين وإعادة التأمين". ويتعلق الأمر بمذكرة تفاهم في المجال الفلاحي وقّعها عن الجانب المغربي عزيز أخنوش، ورئيس المجلس الإداري ل"مامدا" هشام بلمراح، والرئيس المدير العام للقرض الفلاحي للمغرب طارق السجلماسي، وعن الجانب الرواندي وزير الفلاحة والموارد الحيوانية جيرالدين موكيشيمانا.