نفت نبيلة منيب، الأمينة العام للحزب الاشتراكي الموحد ووكيلة لائحة فيدرالية اليسار الديمقراطي في الانتخابات الماضية، ما راج من أخبار حول رفضها لقاء عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المعين، في إطار المشاورات التي يجريها حاليا من أجل تشكيل الحكومة الجديدة. وقالت منيب، خلال حديثها ضمن مائدة مستديرة نظمها فرع مؤسسة "هنريخ بول ستيفتونغ" الألمانية في شمال إفريقيا بمقره بالرباط، "تلقيت مكالمة هاتفية من بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، كما هو الشأن بالنسبة لباقي الأحزاب"، مؤكدة تواصلها معه، وتعبيرها عن موقف الفيدرالية من المشاركة في الحكومة. وكشفت زعيمة الحزب اليساري عن أبرز ما دار بينها وبين بنكيران؛ منها تشبث الفيدرالية بالتموقع في المعارضة مسبقا، مضيفة: "أخبرت رئيس الحكومة أن شروط مشاركتنا في حكومته غير متوفرة، وسنعمل على القيام بمعارضة ديمقراطية مختلفة تماما عن ما تقوم به باقي الأحزاب التي تدخل المعارضة فقط لكونها لم تدخل الأغلبية". ولخصت منيب تلك الشروط، التي قالت إنها غير متوفرة في الوقت الحالي لمشاركة الفيدرالية في الحكومة، في عدم تبني الحزب الذي فاز بالانتخابات والذي سيشكل الحكومة للإصلاحات ذاتها التي يطالب بها تحالف الفيدرالية، والتي من شأنها "جعل الحكومة تحكم فعلا على أرض الواقع"، وفق تعبيرها. الحكومة، التي يواصل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المعين من لدن الملك مشاوراته مع الأحزاب السياسية من أجل تشكيلها، توقعت منيب أن تكون تركيبتها متنافرة ومتناقضة "تجمع بين أحزاب يسارية وأخرى يمينية وأخرى لا يمينية ولا يسارية"، تقول زعيمة الفيدرالية. وفي تفاصيل الاتصال بين بنكيران وبين منيب، قالت مصادر قيادية مقربة من القيادية اليسارية إن بنكيران اتصل فعلا وشخصيا بزعيمة "الاشتراكي الموحد"، وأن منيب بادرت بالاتصال بكل عبد السلام العزيز، الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، وعلي بوطوالة، الكاتب الوطني لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي. وشدد المسؤول الحزبي، في تصريحه لهسبريس، على أن الفيدرالية لم تصدر إلى حدود الساعة أي موقف رسمي بشأن دعوة رئيس الحكومة لحضور المشاورات التي انطلقت رسميا مطلع الأسبوع الجاري، "بمعنى آخر، لم نرفض ولم نقبل الدعوة"، مضيفا أن ما خرجت في وسائل الإعلام يبقى مجرد قراءات واجتهادات". وسارع حزب العدالة والتنمية، عبر موقعه الرسمي، إلى القول إن الزعيمة اليسارية لجأت إلى موقع إلكتروني "لترد على الدعوة بالرفض، نافية أن يكون لها أي لقاء تشاوري مع عبد الإله بنكيران، عوض أن ترد بنفس الطريقة على الدعوة الموجهة إليها بالإيجاب أو السلب، وفق الأعراف وفي حدود اللياقة المطلوبة". وذكر الحزب أن استقبال رئيس الحكومة المكلف لمختلف الأحزاب الممثلة بالبرلمان يعتبر "عرفا سياسيا بالمغرب، قصد التشاور والحوار وتبادل والآراء، بغض النظر عن إمكانية الدخول إلى الحكومة أو عدمه.. وهو الأمر الذي حافظ عليه بنكيران، سواء في تجربته الحكومية الأولى أو في المشاورات المستمرة لتشكيل الحكومة الجديدة". وكان عبد الإله بنكيران قد اختتم، مساء أمس الأربعاء، مشاوراته مع آخر حزب في ترتيب نتائج اقتراع السابع من أكتوبر، وهو حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية؛ فيما كان مرتقبا أن يضم اللقاء أيضا فيدرالية اليسار الديمقراطي.