أثارت صور المصافحة القوية الممزوجة بالابتسامة العريضة بين عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وغريميه السياسيين السابقين حميد شباط، "قائد الاستقلاليين"، وإدريس لشكر، "زعيم الاتحاديين"، خلال اللقاءات التشاورية التي يعقدها رئيس الحكومة، سخطا كبيرا لدى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين ساروا في اتجاه اعتبار الأمر "ضحكا على الذقون". وعرفت صور القيادات السياسية الثلاث تداولا واسعا بين النشطاء "الفيسبوكيين"، الذين اختلفوا في التعبير عن مواقفهم المستاءة والغاضبة من العلاقة الإيجابية التي بدأت في التشكل بين رئيس الحكومة المعين حديثا من قبل الملك وزعيمي الحزبين المذكورين، في وقت لازالت أذهانهم حافلة بالاتهامات النارية التي وجهها، على وجه الخصوص، حميد شباط إلى عبد الإله بنكيران، بشأن علاقته ب"داعش" و"الموساد". واستغرب العديد من المتتبعين ما أبداه إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، في اللقاء الذي جمعه ب"زعيم الإخوان"، من ابتسامة وحبور بملاقاته بنكيران، في لقاء تشاوري دام طويلا، لاسيما أن الجميع يتذكر ما قاله في حق إسلامي العدالة والتنمية خلال أحد تجمعاته الخطابية ضمن حملة حزبه الانتخابية، إذ حذر من حدوث "النموذج السوري" بالمغرب في حالة نجاح "حزب المصباح" في الانتخابات. وعبر أحد النشطاء الغاضبين من تقارب لشكر وبنكيران، في هذه الفترة بالذات، التي تعرف مشاورات تشكيل الحكومة، عن موقفه ببعض من الاستهزاء والتهكم في "تدوينة فايسبوكية" قال فيها: "لا تظلموا الرجل، فربما التقاه ليحذر من السيناريو السوري"، في إشارة إلى ما صدر عن الكاتب الأول للاتحادين سابقا من تحذيرات في هذا الصدد، فيما كتب معلق آخر على صورة المصافحة بين الرجلين: "دابا عاد غادي تولي عندنا سوريا ديال بصح". ودبج ناشط آخر "تدوينة" له على "فيسبوك" بعبارات التهكم قائلا: "مبقات لاجبهة النصرة ولادواعش ولاسوريا ولاظلاميين..مشى عندو حتال الدار.. تبع الكذاب حتى لباب الدار"؛ في حين لم تخف ناشطة أخرى غضبها من صور الابتسامة العريضة التي ارتسمت على وجه القيادات المذكورة بالقول: "خاصنا عقل لي باقين كنديو عليهم وهما كالسين كيعجنوها مع بعضياتهم ويضحكو على الشعب..دابا كلشي كيجري على المناصب والمصالح".